كتاب ملامح رئيسية للمنهج السلفي

التوحيد أولاً لو كانوا يعلمون
التوحيد حق الله على العبيد، كما قال - صلى الله عليه وسلم - لمعاذ بن جبل رضي الله عنه (حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً). (1)
ومن حقق التوحيد غفرت له ذنوبه وإن كانت كتراب الأرض. ففي الحديث القدسي: (أن من لقي الله لا يشرك به شيئاً غفر الله عز وجل له ذنوبه وإن كانت تراب الأرض).
ومن استكمل التوحيد دخل الجنة بغير حساب: ففي الحديث في السبعين ألفاً الذين يدخلون الجنة بغير حساب (أنهم لا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون). وهذا كمال التوحيد.
ومن وقع في الشرك - والعياذ بالله - فقد حبط عمله كائناً من كان، قال تعالى: {ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين} (الزمر: 65).
والأنبياء معصومون من الكبائر والذنوب فضلاً عن الشرك والكفر، فالخطاب لبيان شناعة الشرك وأنه لو وقع من نبي أو رسول كائناً من كان لحبط عمله وكان من الخاسرين، فما بال من هم دونهم بكثير من آحاد العباد، فهذا تهديد شديد ووعيد أكيد لكل الناس، ليجتنبوا الشرك ويبتعدوا عنه غاية البعد. فهو خطاب لكل الناس في شخص الأنبياء والمرسلين.
والشرك من دون سائر الذنوب لا يغفر لصاحبه كائناً من كان، وما عداه من الذنوب فهو في مشيئة الله إن شاء غفره وإن شاء حاسبه عليه. قال تعالى: {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} (النساء: 48).
والمشرك خالد في النار لا يخرج منها أبداً.
والدعوة إلى التوحيد هي أول ما يبدأ به، فلا يقدم على التوحيد من واجبات الدين شيئاً، فالتوحيد هو الذي بعث الله به الرسل والأنبياء، والتوحيد أول ما بدأت به الرسل والأنبياء مع أقوامهم:
قال تعالى: {ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت} (النحل: 36).

الصفحة 167