كتاب ملامح رئيسية للمنهج السلفي

كلمة التوحيد قبل توحيد الكلمة
إن كثيراً ممن ينتسبون إلى الإسلام اليوم يرددون الشهادتين وينطقون بكلمة التوحيد ولكن:
منهم من يؤمن بأن له حرية اختيار المناهج والنظم والقوانين الوضعية بلا قيود وإن شريعة الإسلام ونظمه لا تلزمه، فربما أدى العبادات الدينية ولكنه يعزل الدين عن حياته وينادي بإبعاده عن شئون الحكم والسياسة والاقتصاد وأمور المجتمع. وهذا فهم خاطئ لعبوديته لربه ولعمله بالإسلام.
ومنهم من ينساق بشدة إلى ارتكاب المعاصي والمنكرات، فيترك الصلاة ولا يؤدي الزكاة، ويتفنن في أكل المال بالباطل بالرشوة تارة وبالربا تارة أخرى وبالمعاملات المخالفة للشرع أخرى، يأكل المحرمات ويشرب الخمور ويمارس الزنا، وقد استمرأت نفسه كل ذلك واعتادته بل لا تتصور الحياة بدونه، ولسان حاله الإعراض عن الدين وتعلم أحكامه.
ومنهم من يقع في الشرك الصريح، فيصرف العبادات لغير الله، فينذر ويذبح للموتى من الصالحين، ويطوف بأضرحتهم وقبورهم، يعظمها ببناء القباب عليهم، وتشييد المساجد فوقها، ثم يدعوها من دون الله، يستغيث بها، ويتعلق قلبه بها حباً وخوفاً ورجاءاً.
ومنهم من يعتنق معتقدات الفرق الضالة كالمعتزلة والرافضة، أو يؤمن بالحلول والاتحاد ومقالات زنادقة الصوفية وضلال الفلاسفة فضلا عن عقائد الفرق المخالفة لأهل السنة كالأشعرية والماتريدية التي يعتنقها جمهور المسلمين بل علماؤهم ويصفونها بأنها عقائد أهل السنة والجماعة وينسبونها للسلف ‍‍‍‍‍‍‍‍‍!!
وغير ذلك كثير وما ذكرناه بعض من كل، وجزء يسير من ضلال كبير يكتنف أكثرية المسلمين في عقائدهم وعبادتهم ومعاملاتهم وأخلاقياتهم وسلوكياتهم في هذا الزمان.

الصفحة 171