كتاب ملامح رئيسية للمنهج السلفي

فإذا عرفت أهمية التوحيد، عرفت أهمية تعليم الناس أمور التوحيد وبيان قضاياه لهم، وإذا عرفت خطورة الشرك وعظم وزره عرفت أهمية تحذير الناس من مظاهر الشرك الظاهرة والباطنة، وتوضيح، وتوضيح صوره للناس ليتجنبوها (1) .
وإذا عرفت هذا عرفت لماذا يهتم السلفيون بالدعوة إلى التوحيد والتحذير من الشرك، فهذه هي السمة الأولى المميزة للدعوة السلفية في ساحات الدعوة أنها: (دعوة التوحيد) ودعوة (التحذير من الشرك) .
وإذا عرفت هذا عرفت خطأ من لا يعطي هذا التوحيد حقه في البيان والتوضيح من أصحاب جماعات الدعوة الأخرى، بل قد ينطوي تحت دعوتها الكثيرون ممن يجهلون قضايا الشرك وصوره، وقد يتساهلون في التعامل مع بعض الصور الخفية أوالظاهرة للشرك الأصغر أو الأكبر.
وإذا عرفت هذا عرفت خطأ الذين يصرفون العبادات لغير الله، من دعاء غير الله والاستغاثة به، وتعلق القلب بالأموات ممن يظن فيه الصلاح، والتوكل عليهم والتمسح بهم والتبرك بقبورهم وأضرحتهم والنذر لهم والتوسل بهم... إلخ.
ومما يزيد حاجة الناس إلى فهم التوحيد بأدلته من الكتاب والسنة وعلى ما كان عليه السلف الصالح، ما ألحقه علماء الكلام وأتباع الفلاسفة من استعمال اصطلاحات المتكلمين وطريقتهم في الاستدلال، مما أبعد الناس عن الكتاب والسنة في أخطر قضايا الدين، وأذهب عن العقول والقلوب تفاعلها مع وحي الله المنزل، وتأثيرها به، مما يزيد إيمانها ويثبت عقيدتها. وما زال الناس جيلاً بعد جيل نتيجة تأثيرها بمنهج المتكلمين من الأشاعرة والمعتزلة وغيرهم يتصورون التوحيد أدلة عقلية ومصطلحات فلسفية واستدلالات كلامية لا يقدرون عليها فينصرفون عنها وعن التوحيد ومسائله.
________
(1) - والعجب كل العجب تسمية هذه الشركيات بشذوذات عقائدية لا تستدعي تكفير صاحبها! ترى ماذا يريدون؟ أتهوين خطرها على دين العباد؟ أم تبرئة ساحة معتنقيها تزلفاً؟ أم الغاية جمع الأمة على دين من عقائد شتى منها ما هو من الإسلام ومنها ما هو مخالف للإسلام موغل في الشرك والوثنية؟

الصفحة 173