كتاب ملامح رئيسية للمنهج السلفي

حرمة اتخاذ القبور ومساجد والغلو في الصالحين
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعاً: (قاتل الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد). متفق عليه.
وقال - صلى الله عليه وسلم - في مرضه الذي توفي فيه: (لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) (متفق عليه).
وقال - صلى الله عليه وسلم -: (إلا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد. ألا فلا تتخذوا القبور مساجد إني أنهاكم عن ذلك) رواه مسلم.
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعاً: (اللهم لا تجعل قبري وثناً يعبد، لعن الله قوماً اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد). رواه أحمد بسند صحيح وعن ابن مسعود مرفوعاً: (إن من شرار الناس من تدركه الساعة وهم أحياء ومن يتخذ القبور مساجد). رواه أحمد وغيره. وهو حديث صحيح. وعن عائشة رضي الله عنها قالت: لما كان مرض النبي - صلى الله عليه وسلم - تذاكر بعض نسائه كنيسة بأرض الحبشة يقال لها مارية - وقد كانت أم سلمة وأم حبيبة قد أتتا أرض الحبشة - فذكرتا من حسنها وتصاويرها قالت. فرفع النبي - صلى الله عليه وسلم - رأسه فقال: (أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجداً ثم صوروا تلك الصور أولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة). متفق عليه.
والدعوة السلفية تجعل كل هذا نصب عينها فتدعو الناس أولاً إلى هذه القضية الكلية (توحيد الله) ثم تبدأ بعد ذلك في تفصيل فرعياتها وجزئياتها، فلا يزال الفرد الذي يسير في الطريق السلفي يرقى كل يوم درجة من درجات سلم التوحيد ويضيف كل يوم مسألة من مسائله، فلا يمر عليه وقت يسير حتى يكون بحول الله وتوفيقه وحمده - موحداً خالصاً كل يوم في زيادة من دينه.
وبهذا تفترق الدعوة السلفية عن كل ما عداها من دعوات الإصلاح الجزئية التي تنسب إلى الإسلام، وذلك أن هذه الدعوات تبدأ من جزئيات الدين، وترى أن الوصول إلى تحقيق هذه الجزئية لا يكون إلا بتجميع الناس وعدم تنفيرهم حتى بساعدهم الناس في الوصول إلى الحكم، ويرون أن تجميع الناس لا يأتي لهم إلا بالسكوت عن

الصفحة 178