كتاب ملامح رئيسية للمنهج السلفي

والقضاء وإقامة الحدود وتطهير المجتمعات من الفساد، وتربية الرجال والنساء على الدين الحق من عبادات ومعاملات وأخلاق أقول: هذا المنطلق السلفي هو المنطلق الصحيح السليم، وهي دعوة الرسل، وعلى رأسهم محمد بن عبد الله - صلى الله عليه وسلم - الذي دعا إلى التوحيد أولاً وأخيراً، ثم أنزل الأعمال منازلها حيث مناسباتها (1).
على أننا نرى أن الدين قد كمل بعد حياة الرسول - صلى الله عليه وسلم -، ولا يجوز تعطيل فريضة من فرضياته، ولكن يقوم أهل الدعوة والجهاد من أوامر الدين بما يستطيعون وما يطيقون تحقيقاً لقوله تعالى: {فاتقوا الله ما استطعتم} (التغابن: 16). ويجب أن يكون ذلك على نهج النبي - صلى الله عليه وسلم - ووفق سنته، فيحقق التوحيد في أفراد الدعوة ثم يدعون إلى العمل الصالح والقيام بالدين كله في جميع شئونهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية والخلقية، وكل هذا في إطار التوحيد الذي هو غاية العمل الإسلامي ومراده.
__________
(1) - فلسنا ندعو إلى توقف الدعوة إلى الخير والطاعة أو تحقير أي منها، ولسنا نؤجل الفروض الشرعية من صلاة وزكاة وصوم وحج والتزام بالحلال وترك للحرام ودعوة وجهاد في سبيل الله وإقامة ما يقدر عليه من عبودية الفرد وعبودية الأمة، بل كل ما أمكن إقامته وجب إقامته فوراً وبدون توان، ولكن في نفس الوقت لا نهمل الأصل والأساس وهو الإيمان والتوحيد. وكتبه (ياسر برهامي).
4 -
5 -

الصفحة 180