كتاب ملامح رئيسية للمنهج السلفي

ولما كان الحق واحداً لا يتعدد، وكان السلفيون طلاب حق لا عباد رجال لذلك حافظوا على وحدة الأمة، فالرجال المتبعون كثيرون، ولو كان كل رجل سيتبعه من الأمة جماعة، لتعددت الجماعات، وإذا كان الرجال يختلفون فمعنى هذا أن الجماعات ستختلف، وبذلك تتفرق الأمة وتتشتت.
وأما إذا كان الارتباط بالحق وللحق، وكان الرجال يقاسون بالحق، ولا يتعصب لأقوالهم، كان هناك جماعة واحدة هي جماعة الحق. وكان هناك رجال يحترمون وتؤخذ أقوالهم بقدر اتباعهم وأخذهم بالحق.
ولذلك فإننا نقول: الدعوة السلفية دعوة وحدة للأمة في نظام عملي، مستند إلى الكتاب والسنة، يأخذ بأقوال الأئمة ولا يتعصب لرأي منهم، فهل على هذه الدعوة يا قوم من غبار؟
إن السلفيين لا يرضون بالفرقة والاختلاف في الأمة الإسلامية، لأنها عائق يعوقها عن العمل الجماعي. ويمنع التآلف بين أفرادها...والفرقة وإن كانت واقعة قدراً فنحن مأمورون بالعمل على إزالتها وتفاديها شرعاً، فلا يبقى منها إلا ما تفرضه علينا أهواء وبدع المخالفين، إن التضامن الإسلامي ليس فقط تضامناً آلياً سببه الاشتراك في الأرض واللغة والتاريخ، ولكنه تضامن عضوي، يقوم على عقيدة واحدة، وغاية واحدة، ومثل عليا واحدة، وقدوة واحدة هي النبي - صلى الله عليه وسلم -.
إن الدعوة السلفية حينما تواجه المجتمعات الحالية بما فيها من أمراض ونقائص تدعو هذه المجتمعات إلى إصلاح ما فيها والمشاركة في إزالة العوائق التي تحول بين هذه المجتمعات والتطبيق السليم للإسلام من خلال أداء واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

الصفحة 186