كتاب ملامح رئيسية للمنهج السلفي

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا، وأكل ذبيحتنا، فهو المسلم، له ما لنا وعليه ما علينا) .
وقال أيضاً: "ولا نكفر أحداً من أهل القبلة بذنب ما لم يستحله، ولا نقول لا يضر مع الإيمان ذنب لمن عمله".
فرد بذلك على الخوارج القائلين بالتكفير بكل ذنب، كما رد على المرجئة فإنهم يقولون: لا يضر مع الإيمان ذنب، كما لا ينفع مع الكفر طاعة، فهؤلاء في طرف، والخوارج في طرف، وكلاهما على ضلالة خالفوا بها ما كان عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصحابته الكرام. (2)
وأهل السنة هم الطائفة الظاهرة المنصورة، وهم خير الناس للناس، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، ويحافظون على الجماعة ويلتزمون الطاعة في المعروف، ولاؤهم للحق وحده، يوالي بعضهم بعضاً ولاءً عاماً، ويعذر بعضهم بعضاً، فالولاء والعداء عندهم على أساس الدين، ولا يمتحنون الناس بما ليس من عند الله (3) . وهم ملتزمون بما كان عليه صحابة النبي - صلى الله عليه وسلم - من أمور الاعتقاد والعبادة والمعاملة والأخلاق والسلوكيات.
وسبب الضلال والخروج عن أهل السنة والجماعة إما الجهل بالحق فيكون الحكم بالظن لا بالعلم، وإما الحكم بالهوى، فيكون الحكم بالظلم لا بالعدل.
وقد يدفع إلى الضلالة الغلو في الدين، أو التعصب لشخص يحبه يوافق من وافقه ويعاديه ويفرق بين جماعة المسلمين بذلك.
والخلافات بين المسلمين اليوم ترجع إلى ثلاثة أنواع:
1- فمنها ما يرجع إلى اختلاف التنوع، وهذا يجب استثماره، ولتعاون عليه، ولا يصح أن نسعى لإلغاء هذا الاختلاف لأنه بالتكامل فيه يتم الواجب ويتحقق المقصود.
2- ومنها ما يرجع إلى اختلاف التضاد السائغ، وهذا يجب احتماله وأن يسعنا كما وسع سلفنا الصالح، ولا يفسد الود والمحبة بيننا.
___________
(1) - المرجع السابق بتصريف: ص120 - 121
(2) - المرجع السابق: ص122

الصفحة 188