كتاب ملامح رئيسية للمنهج السلفي

ولكن يلزم ضبطه جيداً، والرجوع إلى أهل العلم عند الاختلاف.
3- ومنها ما يرجع إلى اختلاف التضاد غير السائغ، وهذا يجب علاجه بمحاربة ما خالف الكتاب والسنة من البدع والضلالات والأقوال الباطلة، والاجتماع على منهج أهل السنة والجماعة، والعمل على نشره بتفاصيله، وهذا يقتضي تحقيق هذا المنهج، وتحديده تحديداً مفصلاً في قضايا العقيدة والعبادات والمعاملات والأخلاق والدعوة ومناهج التغيير... إلخ. مع الالتزام في ذلك بطريقة السلف الصالح ومنهجهم.
وهذه هي الوسيلة المثلى لتقارب الصفوف واجتماع الكلمة. (1)
وهذا كله يحتاج إلى جهد كبير، مع التجرد والإخلاص والعمل المستمر.
وقد دلت الأحاديث المرفوعة والآثار عن الصحابة - رضي الله عنهم - والتابعين لهم بإحسان على أن السبل التي نهى الله عن اتباعها هي البدع والشبهات والشهوات المحرمة والمذاهب والنحل المنحرفة عن الحق وسائر الأديان الباطلة.
عن عبد الله بن مسعود أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خط خطاً بيده ثم قال: (هذه السبل ليس منها سبيل إلا عليه شيطان يدعو إليه) . ثم قرأ {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (الأنعام:153) (2) . فالاعتصام بالكتاب والسنة هو سبيل النجاة، والعاصم من الخلاف والفرقة، وهو أيضاً سفينة نوح، من ركبها نجا، ومن تخلف عنها هلك {فماذا بعد الحق إلا الضلال} . والحق واحد، وهو أبلج وعليه نور. والباطل كثير متشعب وهو لجلج عليه ظلمة، فاعرف الحق تعرف أهله، واعرف الباطل تعرف من أتاه، وخذ الحق من كل من أتاك به، ورد الباطل على صاحبه كائناً من كان، واسلك طريق الهدى ولا يضرك قلة السالكين، وإياك وطرق الضلالة، ولا تغتر بكثرة الهالكين. (3)
__________
(1) - راجع في ذلك (الضوابط الشرعية) للشيخ سعيد عبد العظيم حفظه الله ص195 - 19.
(2) - رواه الإمام أحمد والنسائي بإسناد صحيح.
(3) - المرجع السابق: ص14.

الصفحة 189