كتاب ملامح رئيسية للمنهج السلفي

ضوابط الأصالة والمعاصرة (1)

ليست الأصالة تحجراً في العقول، وليست المعاصرة ميوعةً في المواقف، ولا ذوباناً للشخصية المسلمة، وليست الغاية منها إرضاء الأهواء والرغبات. فهذا كله مخالفة للصراط المستقيم ودعوة الناس للهداية.
وفي الشرع التحذير من فقد الشخصية المسلمة واتباع سنن وهدي غير المسلمين، واتباع ما يخالف الإسلام.
ومن أهم هذه الضوابط: (2)
1 - المحافظة على الأصول الشرعية محافظة تامة، والتمسك بالسنة النبوية وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، والعض عليها بالنواجذ، وفي الحديث: (فعليكم بسنتي، وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلالة). رواه أبو داود والترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
وهذا الاتباع يشمل الأقوال والأفعال والمناهج والأساليب.
2 - اجتناب البدع اجتناباً تاماً والحذر منها كل الحذر:
ففي الحديث المرفوع: "وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة".
وفي الحديث: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد". متفق عليه.
3 - التمييز بين الثوابت والمتغيرات:
فالمنهج الدعوي ثابت لا يتغير ولا يتحول. والأساليب والوسائل البشرية متطورة متغيرة.
فالأصل في المناهج الربانية الثبوت والاستمرار وعدم التحول.
والأصل في الأساليب والوسائل والمناهج البشرية التطور والتحول إلى ما يناسب كل عصر.
____________
(1) - يراجع في ذلك تحصيل الزاد: ص 135 - 141.
(2) - راجع المرجع السابق.

الصفحة 234