كتاب ملامح رئيسية للمنهج السلفي

4- مراعاة موافقة الشرع في المناهج والأساليب والوسائل، وتجنب مبدأ الغاية تسوِّغ الوسيلة.
فعلى المسلم أن يتجنب الحرام ولو توهم أن اقترافه يأتي بخير، كما أن عليه أداء الواجب وإن توهم في تركه دفع شر، فإن الخير لا يأتي بشر.
5- البعد عن الغلو والتشدد، وتجنب التقصير والتساهل، والأخذ بالاعتدال بالتمسك بالدين.
ففي الحديث: (هلك المتنطعون) قالها ثلاثاً. (رواه مسلم) . المتنطعون: المتعمقون المتشددون في غير موضع التشديد.
وفي الحديث: (إن الدين يسر فسددوا وقاربوا وأبشروا، واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة) رواه البخاري.
وليس المراد منع طلب الكمال في العبادة، ولكن المراد منع الإفراط المؤدي إلى الملل أو المبالغة المفضية إلي ترك الأفضل.
وفي الحديث: (يا أيها الناس إياكم والغلو في الدين فإنه أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين) رواه ابن ماجه.
6- الرجوع في حكم المسائل والحوادث المستجدة إلى أهل العلم والاختصاص لتحقيق التوازن بين المحافظة على الأصالة ومراعاة المعاصرة.
وفي الحديث: "إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً من الناس، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤوساً جهالاً، فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا"متفق عليه
وإذا كانت العبادات الأصل فيها التوقيف، فإن المعاملات عموماً الأصل فيها الإباحة طالما أنها لم تصطدم بنصوص الشريعة ووافقت الضوابط الكلية.
ما يخالف هذه الضوابط: (1)
- معاداة كل قديم وتحسين كل حديث.
__________
(1) - المرجع السابق: ص140 - 141

الصفحة 235