كتاب ملامح رئيسية للمنهج السلفي

فالخير في الاتباع، لا في الابتداع، والحكم على الأمور بحق أو باطل وحسن أو قبيح لا يعتبر فيه القدم لذاته ولا الحداثة لذاتها، وإنما هو في موافقة الحق، والتمسك بالأصول من جهة، وفي مراعاة الظروف والأحوال، وتغير الأزمنة والأمكنة في ضوء تلك الأصول من جهة أخرى.
- إنزال بعض الدعاة لأقوال وسلوك أصحاب دعوتهم أو مؤسس جماعتهم أو رؤساء تنظيماتهم منزلة الأصول الثابتة والحجة القاطعة على الرغم من ظهور خطئها ومخالفتها للشرع، أو عدم صلاحيتها في ظروف وأحوال.
- الركون إلى أصحاب المنكرات ومداهنتهم.
- ترك مخالطة الناس واعتزالهم وهجرهم. فإن الهجر إنما شرع لجلب مصلحة ودفع مفسدة، وهو أسلوب علاج، فلا يستخدم إذا أدى إلى بتر وإهلاك. فالهجر ينفع في المجتمعات التي يغلب عليها الصلاح.
- إهمال الوسائل المتطورة التي تمكن من الوصول للأهداف المرجوة وتعين على تحقيق الغايات، فكلما وجد الداعية وسيلة موافقة للشرع أجدى وأنفع، أو أيسر وأسهل، لزم عليه الاستفادة منها واستخدامها لتحقيق هدفه.
وأخيرا ًنقول إن: "الكل مطالب أن ينتبه للأخطاء التي تحدث باسم الأصالة والمعاصرة، فكم من شباب الدعوة اليوم من لا يتميز سلوكه عن سلوك عامة الناس فيقع في المحرمات والمخالفات في طريق الدعوة متوهماً أنه يحقق بذلك نوعاً من المعاصرة اللازمة، كحالة من يصافح النساء أو يحلق لحيته أو يتساهل في حجاب زوجته أو بنته أو يألف أنغام الموسيقى المحرمة. وفي الوقت ذاته كم من شباب الدعوة من يصاب بنوع من التحجر والجمود، فيتشدد في أمور ينفر الناس من حوله متوهماً أنه يحقق نوعاً من الأصالة المطلوبة، وهو يقع في الإفراط، ومن هذه الصور أن يحجر على المرأة في بيتها، وتمنع من الخروج والزيارات المباحة، مع تأدبها بالآداب الشرعية، ومع وجود الحاجة لذلك، أو يمنع من لباس دون لباس، مع انطباق المواصفات الشرعية على هذا، وليس هو شعاراً لغير المسلمين، ولا سيما إذا دعت إلى استعماله مصلحة زمنية أو حاجة علمية". (1)

تم بحمد الله
__________
(1) - المرجع السابق: ص140 - 141

الصفحة 236