كتاب ملامح رئيسية للمنهج السلفي

حديث افتراق الأمة
بترك ما كان عليه الصحابة - رضي الله عنهم -

عن معاوية - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (ألا إن من قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على ثنتين وسبعين ملة، وان هذه الملة ستفترق على ثلاث وسبعين، ثنتان وسبعون في النار وواحدة في الجنة وهي الجماعة).
وفي رواية للترمذي عنه - صلى الله عليه وسلم - قال: (افترقت اليهود على إحدى وسبعون فرقة. وتفرقت النصارى على اثنتين وسبعون فرقة، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة. قالوا: من هي يا رسول الله؟ قال: من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي).
والحديث ظاهر الدلالة في بيان الفرقة الناجية، والتنبيه على التزام هدى الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه في فهم الدين وتطبيقه. فجماعة الحق على ما كان عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه في الاعتقاد والمنهج والعلم والعمل.
والحديث أخرج روايته العديد من أئمة الحديث: أبو داود والترمذي وأحمد والحاكم والدارمي والآجري واللالكائي.
وممن ذكر صلاحيته للاحتجاج به الحاكم ووافقه الذهبي. وقال ابن تيمية: "وهو حديث صحيح مشهور".
وقد صححه الألباني في سلسلته الصحيحة برقم 203، 204.
وما جاء في الحديث من وقوع الاختلاف في الأمم السابقة مما أشار إليه القرآن الكريم في مواضع متعددة، وما جاء في الحديث من وقوع هذا الاختلاف في هذه الأمة إما هو من باب القياس على الأمم السابقة، أو أخذاً بذلك كسنة كونية قدرها الله في عباده، وإما هي بإخبار من الوحي المنزل. والقرآن الكريم أشار إلى ذلك بصور متعددة: تارة بالإخبار عن أن الأمة ستختلف وتفترق، وتارة ببيان أن الاختلاف سنة كونية، وإن الفصل بين العباد يكون يوم القيامة، وتارة بالنهي عن التفرق والاختلاف في الدين والتوعد عليه.
وهذا كله بيِّن واضح.

الصفحة 26