كتاب ملامح رئيسية للمنهج السلفي

قال تعالى: {ولا يزالون مختلفين () إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم} (هود: 118-119)
وقال تعالى: {إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ () وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ} ) النحل: 92-93) .
وقال تعالى: {فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} (المؤمنون: 53)
وقال تعالى في أهل الكتاب: {وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ} (النحل: 64)
وقال تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} (السجدة: 25)
وقال تعالى: {وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ} (آل عمران: 19)
وقال تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ} (فصلت: 45)
وقال تعالى: {فَاخْتَلَفَ الأحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ عَذَابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ} (الزخرف: 65)
وقال تعالى في بني إسرائيل: {فَمَا اخْتَلَفُوا إِلا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا} (الجاثية: 17) وهذا في القرآن كثير.
لذا كان النهي للأمة عن التفرق والوعيد عليه. وقال تعالى: {وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} (الأنعام: 153) ، وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ} (الأنعام: 159) .
والأمة المقصودة في الحديث هي لدى عامة السلف أمة الإجابة، وعليه تكون الفرق المستحقة للهلاك - في الحديث- محصورة بالطوائف المنتسبة للإسلام، وتجمعها خاصية واحدة يحددها مفهوم المخالفة للفرقة الناجية، فإذا كانت الفرقة الناجية إنما استحقت هذه النجاة بصفتها المذكور في الحديث، وهي التزام هدى الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وهدى أصحابه، فان سبب هلاك الفرق الأخرى انحرافها عن هدى الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وهدى أصحابه.
وإذا كان هذا الهدى يمثل سمتاً واحداً، وقدراً محدداً معيناً لمن جاء بعدهم، فإن مجال الانحراف الذي تقع به تلك الفرق خلاف ذلك.

الصفحة 27