كتاب ملامح رئيسية للمنهج السلفي

من قواعد المنهج السلفي في الاستدلال

ظهر اصطلاح (السلف) و (السلفية) واشتهر بعد أن ظهر النزاع ودار حول مسائل أصول الدين بين الفرق الكلامية، وادعاء كل فرقة أنها على الحق المبين، أو أنها لا تخرج عما كان عليه الأوائل، فكان لابد من أن توضع أسس وقواعد واضحة المعالم للمنهج الذي كان عليه السلف، حتى لا يلتبس الأمر على كل من يريد الاقتداء بهم والسير على منوالهم، وهذا المنهج عرف بالاستقراء والتتبع لطريقة السلف في الاستدلال والتعرض لمسائل الأصول. وقد وجد أن المنهج السلفي يقوم على قواعد أساسية (1) وهي: -
1 - الاستدلال بالكتاب والسنة.
2 - تقديم النقل على العقل.
3 - رفض التأويل الكلامي.
4 - التمسك بفهم الصحابة.

1 - الاستدلال بالكتاب والسنة:
تمسك السلف عند الاحتجاج في مسائل الدين بالاقتصار في الاستدلال على الكتاب والسنة، إذ فيهما كفاية لكل متطلع لمعرفة أمور دينه، كما أن الشرع أوجب علينا الأخذ بالكتاب والسنة (2)، ونهانا عن اتباع غير الكتاب والسنة. وقد ساعدت العناية الكبيرة التي أولاها السلف للقرآن الكريم تلاوة وحفظا وفهما وتفسيرا أن ينالوا منه الحقائق البينة ويستنبطوا منه القواعد المحكمة، وأن يردوا على التساؤلات العديدة المطروحة بين الناس عن حقائق عالم الغيب وأدركوا بذلك أن القرآن الكريم كاف في الرد على أعداء الدين دون الحاجة إلى مناهج المتكلمين وطرقهم.
كما اعتنى السلف الصالح بالسنة النبوية دراية ورواية، فكانوا أهل الحديث ورواته، والعلماء بصحيحه وسقيمه، ودقائق مسائله.
__________
(1) - راجع في ذلك "قواعد المنهج السلفي" للدكتور مصطفى حلمي.
(2) - والآيات في ذلك كثيرة، ذكرنا طرفا منها.

الصفحة 41