وعن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: "إن أصحاب الرأي أعداء السنن أعيتهم أن يحفظوها وتفلتت منهم أن يعوها واستحيوا حين سئلوا أن يقولوا لا نعلم فعارضوا السنن برأيهم فإياكم وإياهم".
اقتصار السلف في الاستدلال على الكتاب والسنة
ومن الأمثلة الدالة على اقتصار السلف في الاستدلال على الكتاب والسنة وترك ما سواهما:
1- مناقشات الصحابة في سقيفة بني ساعدة لاختيار من يخلف النبي - صلى الله عليه وسلم - في إمامة الأمة. وقد سلم الجميع لحديث النبي - صلى الله عليه وسلم - "الأئمة من قريش". ومن ثم اختاروا للإمامة أبا بكر الصديق - رضي الله عنه -.
2- مراجعة بعض الصحابة-رضي الله عنهم- لأبي بكر الصديق في قتال مانعي الزكاة ثم موافقتهم له لما بين أن الشرع لا يفرق بين تاركي الصلاة ومانعي الزكاة.
3- مراجعة ابن عباس - رضي الله عنه - للخوارج الذين كفروا علياً وأصحابه فرد عليهم شبههم بالكتاب والسنة فتاب منهم من تاب ورجعوا إلى الحق.
4- محاورة الإمام أحمد لقاضي المحنة ابن أبي دؤاد والتي اقتصر فيها في رده على الكتاب والسنة متمسكاً بطريقة السلف في ذلك. (1)
5- محاورة عبد العزيز المكي مع بشر المريسي والتي سجلها في كتابه (الحيدة) في قضايا خلق القرآن والأسماء والصفات الإلهية. (2)
6- رسالة الإمام أحمد في (الرد على الجهمية والمعطلة) .
7- الإمام البخاري في جزء (خلق أفعال العباد) .
8- الدارمي في رده على بشر المريسي.
__________
(1) - انظر منهج علماء الحديث والسنة: ص109 – 122.
(2) - المرجع السابق: ص123-140 مع وجود بعض المآخذ على هذا الكتاب حيث أنكر فيه أن يقال سمع الله وبصر الله لعدم ورود النص بذلك وهذا خطأ من جهتين الأولى: أنه قد ورد به النص كقول عائشة - رضي الله عنهم -: (سبحان الذي وسع سمعه الأصوات) (متفق عليه) . وقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (فيسمعهم الداعي وينفذهم البصر) (رواه مسلم وغيره) . وفسره غير واحد على أنه بصر الرحمن عز وجل. الجهة الثانية: أن ورود الأسماء كاف في إثبات الصفات لأن الاسم يتضمن الصفة فاسم الحي يدل على صفة الحياة واسم القدير يتضمن صفة القدرة وهذا هو الحق في هذه المسألة عند عامة أهل السنة والحديث. (وكتبه ياسر برهامي) .