كتاب ملامح رئيسية للمنهج السلفي

وعن أبي حنيفة النعمان رحمه الله قال عندما سئل في الكلام: "مقالات الفلاسفة، عليك بالأثر وطريقة السلف وإياك ما أحدث وكل محدثة فإنها بدعة"
وعن أحمد بن حنبل عن أبي عمر حفص بن عمر الضرير رحمهما الله أنه قال: "الكلام كله جهل وإنك كلما كنت بالجهل أعلم كنت بالعلم أجهل".
وعن مالك رحمه الله قال: "إياكم والبدع قيل: يا أبا عبد الله وما البدع؟ قال: أهل البدع الذين يتكلمون في أسماء الله وصفاته وكلامه وعلمه وقدرته ولا يسكتون كما سكت عنه (*) الصحابة والتابعون لهم بإحسان".
وعنه قال: "من طلب الدين بالكلام تزندق". ويروي هذا أيضاً عن أبي يوسف.
وعن عبد الله بن المبارك رحمه الله قال: "أجمع أهل الفقه والآثار في جميع الأمصار أن أهل الكلام أهل بدع وزيغ، ولا يعدون عند الجميع في طبقات العلماء وإنما العلماء أهل الأثر والتفقه فيه، ويتفاضلون فيه بالإتقان والميز والفهم".
وعن الشافعي رحمه الله قال: ما جهل الناس ولا اختلفوا إلا لتركهم لسان العرب وميلهم إلى لسان أرسطاطاليس. (1)
وعن الحسن البصري رحمه الله قال: "إنما أهلكتهم العجمة - أي المتكلمون- فحرفوا على حسب هواهم".
وعن جعفر بن محمد الصادق رحمه الله قال: "إذا بلغ الكلام إلى الله فأمسكوا عنه، إن أقواما تكلموا في الله فتاهوا".
وعن سفيان الثوري رحمه الله قال: عليكم بالأثر وإياكم والكلام في ذات الله.
وعن الأوزاعي رحمه الله قال: "اصبر نفسك على السنة، وقف حيث وقف القوم، وقل فيما قالوا، وكف عما كفوا".
__________
(1) - أرسطاطاليس بن نيقوماخس أول من وضع فن المنطق وهو من أهل اصطخر. ذكره الشهرستاني في الملل والنحل، وابن الصلاح والنووي في الطبقات والكندي وابن زولاق في تاريخ مصر وصون المنطق للسيوطي وغيرهم.
(*) المقصود بالسكوت من هذه الأمور هو السكوت عن الخوض في تفاصيل الحقيقة والكيفية والتأويلات ذلك على طريقة المتكلمين وإلا فالكتاب والسنة والآثار مليئة بتوضيح العقيدة الصحيحة في الأسماء والصفات والقدر بأوضح الأدلة العقلية والنقلية. (وكتبه ياسر برهامي) .

الصفحة 52