كتاب ملامح رئيسية للمنهج السلفي

وقال: "عليك بآثار السلف وإياك آراء الرجال وإن زخرفوها بالقول".
وعن الإمام الذهبي رحمه الله قال: "قلَّ من أمعن النظر في علم الكلام إلا وأداه اجتهاده إلى القول بما يخالف السنة، ولهذا ذم علماء السلف النظر في علم الكلام، فان علم الكلام مولد من علم الحكماء والدهرية".
وعن هشام بن عبد الملك رحمه الله أنه قال لابنه يعظه: "إياكم وأصحاب الكلام فان أمرهم لا يؤول إلى الرشاد".
وعن عبد الله بن طاهر رحمه الله أنه سئل: "يا أبا يعقوب هذه الأحاديث التي تروونها في النزول ما هي؟ فقال له: أيها الأمير هذه الأحاديث رواها من روى أحاديث الطهارة والغسل والصلاة والأحكام، ونقلها العلماء. ولا يجوز أن ترد هي كما جاءت بلا كيف، فإن يكونوا في هذه عدولاً وإلا فقد ارتفعت الأحكام وبطل الشرع. فقال له السائل: شفاك الله كما شفيتني". وهذا مروي عن أبي حاتم وأبي زرعة الرازي.
وعن الجنيد بن محمد رحمه الله قال: "أقل ما في الكلام سقوط هيبة الرب من القلب، والقلب إذا عرى من الهيبة لله عري من الإيمان". (1)
وعن ابن قتيبة رحمه الله قال: "فأما الكلام فليس من شأننا ولا أرى أكثر من هلك إلا به". (2)
_____________
(1) - راجع ذلك: صون المنطق والكلام عن فن المنطق والكلام للحافظ السيوطي.
(2) - منهج علماء الحديث والسنة: ص103 نقلاً عن الاختلاف في اللفظ لابن قتيبة ص225

الصفحة 53