كتاب ملامح رئيسية للمنهج السلفي

النظر العقلي عند السلف
أدرك السلف أنه لا تعارض بين النقل الصحيح والعقل الصحيح، وعرفوا قدر العقل في تأييد ما جاء به الشرع، وأكثروا من التأمل في الآيات الكونية، والنظر في الأمثلة العقلية، الشاهدة على صدق الكتاب والسنة، والدالة على صحة العقائد الإسلامية، فألحقوا النظر العقلي بالأدلة الشرعية، وأمعنوا في دراسة كتاب الكون المنظور، كما أمعنوا في دراسة الوحي المقروء، ومكنتهم رجاحة عقولهم، وسلامة نفوسهم، واجتنابهم لمتاهات الفلسفة، واضطراب المتكلمين، من الوصول إلى موافقة العقل للشرع في كل ما جاء به، وأنه لا تعارض بينهما، وأقاموا بذلك الحجة البالغة لمن تأمل كلامهم ودرس علمهم ووعى ما قالوا وما كتبوا.
والنظر العقلي والتأمل الفكري في الآيات الكونية الشاهدة على صدق وصحة العقائد الإسلامية منهج شرعي، دل عليه القرآن الكريم وسنة النبي - صلى الله عليه وسلم - وسار عليه السلف الصالح من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين ومن سار على طريقتهم من علماء أهل السنة والجماعة.
وقد أحسن السلف فهم هذه الطريقة واستخدامها عند الحاجة إلى تأكيد ما ثبت في الكتاب والسنة، وقد سجلت مناظراتهم وكتبهم التطبيق العملي لهذا النهج.
ولبيان ذلك كله نبين أولاً:
أدلة للنظر العقلي في القرآن الكريم.
أدلة للنظر العقلي في السنة النبوية.
أدلة للنظر العقلي عند السلف.

الصفحة 64