والآيات واضحة الدلالة في الرد على المشركين الذين يعبدون مع الله غيره ولا يفردونه بالعبادة فاستحقاق الله يبارك للعبادة وحدة ظاهر من كونه الخالق وحده الرازق وحده المنعم وحده، الذي يدفع الضر ويجلب الخير، ومن دونه – كائناً من كان – لا يملك من الأمر شيئاً. إن تبين ذلك كله للعيان جاء السؤال المعلوم إجابته لكل إنسان {أإله مع الله {} قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين}
قال تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَى قُلُوبِكُمْ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِهِ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآَيَاتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ} (الأنعام: 46) .
قال تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ شُرَكَاءَكُمُ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ أَمْ آَتَيْنَاهُمْ كِتَابًا فَهُمْ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْهُ بَلْ إِنْ يَعِدُ الظَّالِمُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا إِلا غُرُورًا} (فاطر: 40)
ومن أساليب القرآن في الدلالة على ذلك الاحتجاج بإقرار المشركين بتوحيد الربوبية والاعتراف بخلق الله للعباد على توحيد الألوهية وهو وجوب إفراده تعالى بالعبادة دون غيره.
قال تعالى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ} (الزمر:38) .
ومن أساليب القرآن كذلك ضرب الأمثلة العقلية التي تدل على الفارق بين الشرك مع الله غيره وبين الإخلاص في العبادة له وحده ليتبين الفارق بين المؤمن الموحد والكافر المشرك في صورة حسية تستوعبها العقول.
قال تعالى: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا رَجُلا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلا سَلَمًا لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلا الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ} (الزمر: 29) .
وكذلك بين الفارق بين الخالق والمخلوق، وبالتالي استحقاق الأول للعبادة وحده، ووجوب هذه العبادة على المخلوق.
قال تعالى: {أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ} (النحل: 17) .