وهذه حجة ظاهرة إذ كان - صلى الله عليه وسلم - لا يقرأ ولا يكتب ثم جاء بهذا الكتاب المعجز.
3 - قال تعالى: {فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ} (يونس: 16) .
وقال تعالى: {أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ} (المؤمنون: 69) . وهذه أيضاً حجة ظاهرة، فإنه - صلى الله عليه وسلم - لبث فيهم عمراً عرفوه فيه جيداً وعرفوا صدقه وأمانته وصلاحه حتى لقبوه (بالأمين) فكيف يكذبونه في إخباره عن أمر عظيم وهو رسالته وكيف لا يكذب على الناس ثم يكذب على الله!!!
4 - قال تعالى: {وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ (44) لأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46) فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ} (الحاقة: 44- 47) .
وهذه حجة ظاهرة إذ أن الله تعالى يكشف من يكذب على العباد بادعاء النبوة لئلا يلتبس الأمر على الناس، إذ كيف يكون كاذباً وينصره ويعزه بين الناس؟ وقد رأينا في المكذبين من أدعياء النبوة كيف خذلهم الله وأهلكهم وفضح أستارهم وكشف كذبهم لكل ذي عينين.
إثبات البعث والنشور والإحياء بعد الإماتة:
الإيمان باليوم الآخر عقيدة غيبية، أخبرت بها رسل الله جميعاً، وكذبت بها أقوام عديدة، ولإثباتها تعددت أساليب القرآن الكريم في استعمال الأدلة العقلية الدالة على إثبات ذلك، منها دلالة إحياء الله تعالى للأرض الميتة بإنزال المطر:
قال تعالى: {وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ} (فاطر: 9) .
وقال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} (الأعراف: 57) .
وقال تعالى: {وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (39) إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آَيَاتِنَا لا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آَمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} (فصلت: 39-40) .