ضرب الأمثال العقلية في القرآن الكريم
اعتمد القرآن ضرب الأمثال العقلية للرد على المخالفين والمنكرين، وهذا النوع من الاستدلال من الأدلة القوية في إقامة الحجة وقد نبه القرآن على ذلك في أكثر من آية.
قال تعالى: {وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآَنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} (الزمر: 27) .
فالقرآن به الأمثال الواضحة الدلالة لمن يتدبرها ويعقلها، وفيها غنى للناس عن غيرها من طرق المتكلمين. وغاية ما ذكره المتكلمون قد جاء القرآن بخلاصته على أحسن وجه وأتمه.
وقال تعالى: {اللَّهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ} (الشورى:17) . فالكتاب مصدر الحق، والميزان هو العدل الذي جاء به الكتاب. فلا يظن ظان أن الحق في غيره وأن العدل عند سواه. ولمن أراد الحق والعدل أن يرجع إلى كتاب الله المنزل يتدبره ويتأمله.
وقال تعالى: {فَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا} (الفرقان: 52) .
والآية نص في الجهاد في الدعوة إلى الله وإحقاق الحق من الدين وإبطال الباطل من شبه المشبهين وضلالات الضالين وإنكار الجاحدين بالقرآن العظيم، ففيه بيان العقائد وأدلتها ورد الشبه عنها. (1)
وقال تعالى: {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآَنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلا} (الكهف: 54) .
وقال تعالى: {وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا} (الفرقان: 33) .
والمراد: "ولا يأتيك يا محمد - صلى الله عليه وسلم - هؤلاء المشركون وأمثالهم بكلام يحسنونه ويزخرفونه ويصورون به باطلاً أو اعتراضاً فاسداً إلا جئناك بالكلام الحق الذي يدفع باطلهم ويدحض شبهتهم وينقض اعتراضهم ويكون أحسن بياناً وأكمل تفصيلاً" (2) .
__________
(1) - "منهج علماء الحديث والسنة" د. مصطفى حلمي: ص149 - 150 نقلاً عن تفسير الإمام الجزائري السلفي عبد الحميد بن باديس رحمه الله ص421 ص429.
(2) - انظر المرجع السابق.