كتاب المحكم والمحيط الأعظم (اسم الجزء: 2)

أَي اشْتَدَّ حَرُّكَ، وَقد تكون الحَرَارَةُ الاسْمَ وجمعُها حِينَئِذٍ حَرَارَات قَالَ الشَّاعِر:
بدَمْعٍ ذِي حَرَارَات ... على الخَدَّيْن ذِي هَيْدَبْ
وَقد تكون الحَرَاراتُ هُنَا جمع حَرَارَةٍ الَّذِي هُوَ الْمصدر إِلَّا أَن الأول اقْربْ، وَقَالَ اللحياني: حررت يَا رجل تحَرُّ حرَّةً وحَرَاَرَةً أرَاهُ إِنَّمَا يَعْنِي الْحر لَا الْحُرِّيَّة.
وَإِنِّي لأجد حِرًّةً وقِرَّةً أَي حَرّا وقُرّا.
والحرَّةُ والحَرَاَرَةً: العَطَشُ. وَقيل: شدَّتَهُ.
ورَجُلٌ حَرَّانُ: عَطْشانُ من قَوْمٍ حِرَارٍ وحَرَارَى وحُرَاَرَى، الاخيرتان عَن اللحياني. وَامْرَأَة حَرَّى من نسْوَة حِراَرٍ وحَرَارَى.
وحَرَّتْ كَبِدُهُ وصَدْرُهُ حِرَّةً وحَرَارَةً وحَرَارًا قَالَ:
وحَرَّ صَدْرُ الشَّيْخِ حَتَّى صلا
أَي التهبَتِ الحرارةُ فِي صَدْرِهِ حَتَّى سمع لَهَا صليل، واسْتَحَرَّتْ، كِلَاهُمَا: يَبِسَتْ من عَطَشٍ أَو حُزْنِ.
واحرها الله، والعَرَبُ تَقول فِي دُعائها على الْإِنْسَان: مَاله احَرَّ الله صَدَاهُ أَي اعطشه. وَقيل: مَعْنَاهُ: اعطش هامَتَه.
وَرجل محر: عَطِشَتْ إبلُه.
من كَلَامهم: حِرَّةٌ تَحت قُرَّة أَي عَطش فِي يَوْم بَارِد، وَقَالَ اللحياني: هُوَ دُعَاء مَعْنَاهُ. رَمَاه الله بالعطش وَالْبرد. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: الحِرَّةُ: حَرارةُ العَطشِ والتهابه قَالَ: وَمن دُعَائِهِمْ: رَمَاه الله بالحِرَّةِ والقِرَّةِ أَي العَطشِ وَالْبرد.
والحَرَاَرَةً حُرْقَةٌ فِي الْفَم من طعم الشَّيْء، وَفِي الْقلب من التوجع. والاعرف الحراوة وَسَيَأْتِي ذكره.
وَامْرَأَة حَرِيرَةٌ: حَزِينةٌ محْرَقَةُ الكَبِدِ، قَالَ:
خَرَجْنَ حَرِيرَاتٍ وابْدَيْن مجْلَداً ... ودارتْ عَلَيْهِنَّ المُقَرَّمَةُ الصُّفْرُ

الصفحة 518