كتاب المحكم والمحيط الأعظم (اسم الجزء: 5)

فَتُدْخَل أيدٍ فِي حَناجِرَ أُقْنِعت لعادتها من الخَزِير المُعرَّف
والخُزْرَةُ: دَاء يَأْخُذ فِي مُستدقِّ الظَّهر بفَقْرة القَطَن، قَالَ يصف دلواً:
داوِ بهَا ظَهرَك مِن تَوْجَاعِه من خُزَرات فِيهِ وانقطاعِه
وَقَالَ ابنُ الْأَعرَابِي: الخزرة، بِسُكُون الزَّاي: وجع فِي فَقْرتي الظَّهر السُّفليين، وانشد الْبَيْت:
دَاوِ بهَا ظهرك من توجاعه من خُزرات فِيهِ وانقطاعه
وَقَالَ: " بهَا " يَعْنِي الدَّلْو. أمره أَن ينْزع بهَا على إبِله، وَهَذَا لعب مِنْهُ وهُزُؤٌ.
والخيزَرَي: مِشية فِيهَا ظَلَع.
والخَيْزُران: نَبَات لِّين القُضبان أملس العِيدان، لَا ينبُت بِبِلَاد الْعَرَب إِنَّمَا ينْبت بِبِلَاد الرّوم، وَلذَلِك قَالَ النَّابِغَة الْجَعْدِي:
اتاني نَصرُهُم وهمُ بعيدٌ بلادهمُ بلاُد الخيزُرانِ
وَذَلِكَ انه كَانَ بالبادية، وقومُه الَّذين نصروه بالارياف والحواضر، وَنبت الرِّيف الين من نبت الْبر لمُجاورته المَاء.
وَقيل: أَرَادَ انهم بعيدٌ مِنْهُ كبُعد الرّوم.
وَقيل: كُل عود لَدْن مُتَثَنٍّ: خَيْزُرَان.
والخَيْزُران: الرِّماح، لتثنِّيها ولِينها، انشد ابْن الْأَعرَابِي:
جَهِلتُ من سَعْدٍ وَمن شُبّانها تَخْطِرُ أيديها بَخيزُرَانِها
يَعْنِي رماحها. وَأَرَادَ جمَاعَة تَخطِر، أَو عصبَة تَخطِر، فَحذف الْمَوْصُوف وَأقَام الصّفة مُقامه.
والخَيزُرانة: السُّكان، قَالَ النَّابِغَة:

الصفحة 95