كتاب المحكم والمحيط الأعظم (اسم الجزء: 7)

قَالَ ابْن جني: تحْتَمل مَجَنَّة وزنين. أَحدهمَا: أَن تكون " مَفْعَلة " من الْجُنُون؛ كَأَنَّهَا سميت بذلك لشَيْء يتَّصل بالجِنّ أَو بالجِنَّة، اعني الْبُسْتَان أَو مَا هَذِه سَبيله. وَالْآخر: أَن تكون " فَعَلَّة " من مَجَن يَمْجُن، كَأَنَّهَا سميت بذلك لِأَن ضربا من المُجُون كَانَ بهَا، هَذَا مَا توجبه صَنْعَة علم الْعَرَب، قَالَ: فَأَما لأي الْأَمريْنِ وَقعت التَّسْمِيَة فَذَاك أَمر طَرِيقه الْخَبَر.
وَكَذَلِكَ: الجُنَيْنَة، قَالَ:
ممَّا يَضُمُّ إِلَى عمرَان حاطبُه ... من الجُنَيْنَة جَزْلاً غير مَوْزُون
والجَنَاجِن: عِظَام الصَّدْر.
وَقيل: رُءُوس الأضلاع، يكون ذَلِك للنَّاس وَغَيرهم، قَالَ الأسعر الْجعْفِيّ:
لَكِن قَعِيدةُ بيتنا مجفوَّة ... بادٍ جَنَاجِنُ صَدْرِها وَلها غِنَى
وَقَالَ الْأَعْشَى:
أثَّرت فِي جناجن كإران ال ... مَيْت عولِين فَوق عُوج رِسَال
وَاحِدهَا: جِنْجِن، وجَنْجَن، وَحَكَاهُ الْفَارِسِي بِالْهَاءِ وَغير الْهَاء.
وَقيل: وَاحِدهَا جُنْجُون.

مقلوبه: (ن ج ج) و (ن ج ن ج)
نَجَّت القرحة تَنِجّ نَجّا، ونَجِيجا: رشحت.
وَقيل: يالت بِمَا فِيهَا، قَالَ القطران:
فَإِن تَكُ قُرْحَةٌ خَبُثت ونَجَّت ... فإنَّ الله يفعلُ مَا يشاءُ
وَكَذَلِكَ: الْأذن إِذا سَالَ مِنْهَا الدَّم والقيح.
وَأذن نَجَّة: رافضة لما لَا يُوَافِقهَا من الحَدِيث.
ونَجَّ الشَّيْء من فِيهِ نَجّا: كمجَّه.
ونَجْنَجَ فِي رَأْيه، وتَنَجنَج: اضْطربَ.

الصفحة 219