كتاب المحكم والمحيط الأعظم (اسم الجزء: 7)

قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَمِمَّا جَاءَ من المصادر على إِضْمَار الْفِعْل الْمَتْرُوك إِظْهَاره ولكنّه فِي معنى التعجّب قَوْلك: كَرَما وصلفا كَأَنَّهُ يَقُول: أكرمك الله وأدام لَك كَرَما، وَلَكنهُمْ خَزَلوا الْفِعْل هُنَا لِأَنَّهُ صَار بَدَلا من قَوْلك: أكْرم بِهِ وأصلِفْ.
وممّا يُخَصّ بِهِ النداء قَوْلهم: يَا مَكْرَمان، حَكَاهُ الزجّاجيّ.
وَقد حُكى فِي غير النداء، فَقيل: رجل مكرمان عَن أبي العَمَيثل الاعرابيّ، وَقد حَكَاهَا أَيْضا أَبُو حَاتِم.
وكارمني فكرَمْتُه أكرُمه: كنت أكْرم مِنْهُ.
وَأكْرم الرجل، وكرَّمه: أعظمه ونَزَّهه.
وَرجل مِكرام: مُكْرِم، وَهَذَا بِنَاء يخصّ الْكثير.
وَله عَليّ كَرَامَة: أَي عزّازة.
واستكرم الشَّيْء: طلبه كَرِيمًا أَو وجده كَذَلِك.
وَلَا افْعَل ذَلِك وَلَا حُبّا وكُرْما وَلَا كُرْمةً، وَلَا كَرَامة، كل ذَلِك لَا تظهر لَهُ فِعْلا.
قَالَ اللحيانيّ: افْعَل ذَلِك وكرامةً لَك، وكُرْمَى لَك، وكُرْمة لَك وكرما لَك، وكُرْمَة عين.
وتكرَّم عَن الشَّيْء، وتكارم: تنزَّه.
والمَكْرُمة، والمَكْرُم: فعل الْكَرم، وَلَا نَظِير لَهُ إِلَّا مَعُون من العون، لِأَن كل " مَفْعُلة " فالهاء لَهَا لَازِمَة إلاّ هذَيْن، قَالَ:
ليَوْم بُؤس أَو فَعالِ مَكْرُم
وَقَالَ جميل:
بُثَيْن الزمي لَا إنّ لَا إِن لزِمْتِه ... على كَثْرَة الواشين أيُّ مَعُونِ
قَالَ بَعضهم: مَكْرُم: جمع مَكْرُمة، ومَعُون: جمع مَعُونة.
والأُكْرومة: المكرُمة.

الصفحة 28