كتاب المحكم والمحيط الأعظم (اسم الجزء: 7)

والنشناش: مَوضِع بِعَيْنِه، عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَأنْشد:
بأودية النَّشْناش حيثُ تَتَابَعَت ... رِهَاُم الحَيَا واعْتَمَّ بالزَّهَر البَقْلُ

الشين وَالْفَاء
شَفَّه الْحبّ والحزن يَشُفّه شَفّا، وشُفُوفا: لذع قلبه.
وَقيل: أنحله.
وَقيل: أذهب عقله، وَبِه فسر ثَعْلَب قَوْله:
وَلَكِن رأونا سَبْعَة لَا يشفُّنا ... ذكاءٌ وَلَا فِينَا غُلَام حَزَوَّرُ
وشفَّ كبِدَه: أحرقها، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:
فهنّ عُكُوف كنَوْح الْكَرِيم ... فقد شَفَّ أكبادَهن الهَوى
وشفّه الْحزن: أظهر مَا عِنْده من الْجزع.
والشَّفّ، والشِّفّ: الثَّوْب الرَّقِيق.
وَقيل: السّتْر الرَّقِيق يرى مَا وَرَاءه.
وجمعهما: شُفوف.
وشَفّ السّتْر يشِفّ شُفُوفا، وشَفِيفاً، واستشَفّ: ظهر مَا وَرَاءه.
واستشفَّه هُوَ: رأى مَا وَرَاءه.
وشفّ المَاء يشُفَه شَفّا، واشتفه، واستشفه، وتشافَّه، وتشافَاه؛ وَهَذِه الْأَخِيرَة من محلول التَّضْعِيف لِأَن أَصله تشافه، كل ذَلِك: تقصى شربه، قَالَ بعض الْعَرَب لِابْنِهِ فِي وصاته: أقبح طاعم المقتف وأقبح شَارِب المشتف، واستعاره عبد الله بن سبره الْحَرَشِي فِي الْمَوْت فَقَالَ:
ساقيتُه الموتَ حَتَّى اشْتَفَّ آخِره ... فَمَا استكان لِمَا لَاقَى وَلَا ضَرَعا
أَي حَتَّى شرب آخر الْمَوْت، وَإِذا شرب آخِره فقد شربه كُله، وَفِي الْمثل: " لَيْسَ الرّيّ

الصفحة 622