كتاب المحكم والمحيط الأعظم (اسم الجزء: 7)

الشين وَالْمِيم
الشَّمْ: حِسُّ الْأنف.
شمِمته أشَمُّه، وشَمَمته شَمّاً، وشَمِيما، وتَشمَّمته، واشتممته، وشمَّمته، قَالَ قيس بن ذريح يصف أينقا وسَقْبا:
يُشَمَّمنه لَو يستطعن ارتشَفْنه ... إِذا سُفْنه يزددن نَكْباً على نَكْب
وَقَالَ أَبُو حنيفَة: تشمَّم الشَّيْء، واشْتَمَّه: أدناه من انفه ليجتذب رَائِحَته.
وأَشَّمه إِيَّاه: جعله يَشمُّه.
وأشمِمْني يدك أقبلها، وَهُوَ أحسن من ناولني، وَقَول عَلْقَمَة بن عَبدة:
يحملن أُتْرُجَّة نَضْحُ العَبِيرِ بهَا ... كَأَن تَطْيابها فِي الأنْف مشمومُ
قيل: يَعْنِي المِسْك. وَقيل: أَرَادَ: أَن رائحتها بَاقِيَة فِي الْأنف؛ كَمَا يُقَال: أكلت طَعَاما هُوَ فِي فمي إِلَى الْآن.
والشمَّامات: مَا يتشمم من الارواح الطّيبَة، اسْم كالجبانة.
وتَشَامَّ الرّجلَانِ: شم كل وَاحِد مِنْهُمَا صَاحبه.
والإشمام: روم الْحَرْف السَّاكِن بحركة خُفْيَة لَا يعْتد بهَا وَلَا تكسر وزنا، أَلا ترى أَن سِيبَوَيْهٍ حِين أنْشد:
مَتى أَنَام لَا يوَرِّقْنِي الكَرِى
مجزوم الْقَاف قَالَ بعد ذَلِك: وَسمعت بعض الْعَرَب يَشِمُّها الرّفْع كَأَنَّهُ قَالَ: مَتى أَنَام غير مؤرق.
وَأَشَمَّ الْحجام الْخِتَان والخافظة البظر: اخذ مِنْهُمَا قَلِيلا، وَفِي حَدِيث النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنه قَالَ لأم عَطِيَّة: " إِذا خَفَضْتِ فَأَشِمّي وَلَا تَنْهَكِي فَإِنَّهُ أضْوَأ للْوَجْه وأحظى لَهَا عِنْد الزَّوْج " قَوْله: لَا تنهكي: أَي لَا تاخذي من البظر كثيرا.

الصفحة 629