كتاب المحكم والمحيط الأعظم (اسم الجزء: 9)

(مقلوبه:)
[ن ب ت] نَبَتَ الشّيْءُ ينبتُ نَبْتًا ونَباتًا، وتَنَبَّتَ، قال:
(مَنْ كانَ أَشْرَكَ في تَفَرُّقِ فالِجٍ ... فلَبونُهُ جَرِبَتْ مَعًا وأَغَدَّتِ)

(إلا كناشِرَةَ الَّذِي ضَيَّعْتُمُ ... كالغُصْنِ في غُلَوَائِهِ المُتَنَبِّتِ)
وقيلَ: المُتَنَبِّتُ هنا: المُتَأَصِّلُ، أرادَ: إلا ناشرة فزاد الكافَ، كما قالَ رُؤْبَةُك
(لواحِقُ الأَقْرابِ فِيها كالمَقَقْ ... )
أرادَ: فيها المَقَق وقد تَقَدَّمَ. وأَنْبَتَ، ورُوِيَ بيتُ زُهَيْر:
(حَتَّى إِذا أَنْبَتَ البَقْلُ ... )
هكذا رواه أَبُو إِسحاقَ الزَّجّاجُ، وكثيرٌ من الرَّواةِ. وأَنْبَتَه الله، وفي التَّنْزِيلِ: {والله أنبتكم من الأرض نباتا} [نوح: 17] جاءَ بالمَصْدَرِ فيه على غَيْرِ وزنِ الفِعْلِ، وله نظائر. فأمّا قولُه تَعَالَى: {تنبت بالدهن} [المؤمنون: 20] فقد قُرِئَتْ: تُنْبِتُ وتَنْبُتُ، فالباءُ مع تَنْبُتُ على وجْهِها، وأما تُنْبِتُ فذَهَبَ كثيرٌ من الناسِ إلى أَنَّ معناه: تُنْبِتُ الدُّهْنَ، أي شَجَرَ الدُّهْنِ، أو حَبَّ الدُّهْنِ، وأَنَّ الباءَ فيه زائِدَةٌ، وكذلِك قولُ عَنْتَرَةَ:
(شَرِبَتْ بماءِ الدُّحْرُضَيْنِ فأَصْبَحَت ... زَوْراءَ تَنْفِرُ عن حِياضِ الدَيْلَمِ)
قالوا: أرادَ شَرِبَتْ مادَ الدُحْرُضَيْنِ: قال: وهذا عِنْدَ حُذّاقِ أصحابِنا على غَيْرِ وَجْهِ الزِّيادَة، وإِنما تَأْوِيلُه عندهم والله أعْلَمُ: تُنْبِتُ ما تُنْبِتُه والدُّهْن فِيها، كما تَقُولُ: خَرَجَ زيدٌ بِثِيابِه، أي: وثيابُه عليهِ، وركِبَ الأمِيرُ بسَيْفِه؛ أي: وسَيْفُه معه، كما أَنْشَدَ الأصمَعِيُّ:

الصفحة 504