كتاب المحكم والمحيط الأعظم (اسم الجزء: 9)
(ومُسْتَنَّةٍ كاسْتِنانِ الخَرُوف ... وقَدْ قَطَعَ الحَبْلَ بالمِرْوَدِ)
أي: قَطعَ الحَبلَ ومِرْوَدُه فيه، ونحوُ هذا قولُ أَبى ذُؤَيبٍ يصِفُ الحَمِيرَ:
(يَعْثُرْنَ في حَدِّ الظُّباتِ كأَنَّما ... كُسِيتْ بُرُودَ بَنِى تَزِيدَ الأذْرُعُ)
أي: يَعْثُرْنَ وهُنَّ مع ذلك قد نَشِبْنَ في حَدِّ الظُّباةِ، وكذلك قولُه: ((شَرِبَتْ بماءِ الدُّحْرُضَيْنِ)) . إِنّما الباءُ في مَعْنَى في، كما تَقولُ: شَرِبْتُ بالبَصْرَةِ وبالكُوفَةِ أي: في البَصْرةِ، وفي الكُوفَةِ، أي: شَرِبَتْ وهي بماءِ الدُّحْرُضَيْنِ، كما تَقُولُ: ورَدْنا صَدّاءَ، ووافَيْنا شَحاةَ، ونَزَلْنا بواقَصَةَ. والمَنْبِتُ: موضعُ النّباتِ، وهي أحد ما شَذَّ مِنْ هذا الضَّرْبِ، وقِياسُه المَنْبَتُ، وقد قِيلَ. وحَكَى أَبُو حَنِيفَةَ: ما أَنْبَتَ هذه الأَرْضَ! فَتَعَجَّبَ منه بطَرْحِ الزّائِدِ. والمَنْبِتُ: الأصلُ. والنِّبْتَةُ: شَكْلُ النَّباتِ وحالَتُه التي يَنْبُت عليها. والنَّبْتَةُ: الواحِدَةُ من النَّباتِ، حكاه أبو حَنِيفَة فقال: العُقَيْفاءُ: نَبْتَةٌ ورقُها مثلُ وَرَقِ السَّذابِ. وقالَ في موضعٍ آخَرَ: إنّما قَدَّمناها لِئَلاّ نَحْتاجَ إِلى تَكْرِيرِ ذلك عندَ كُلِّ نَبْتٍ، أرادَ عند كُلِّ نوعٍ من النَّبْتِ. ونَبَّتَ الزَّرْعَ والشَّجَرَ: غَرَسَه. والنابِتُ من كُلِّ شيءٍ: الطَّرِيُّ حينَ يَنْبُتُ صَغِيراً. وما أَحْسَنَ نابِتَةَ بَنِى فُلانٍ! : أي ما تَنْبُتُ عليه أَمْوالُهم وأَولادُهم. وأَنْبَتَ الغُلامُ: راهَقَ واسْتَبانَ شَعْرُ عانِتَه. ونَبَّتَ الجارِيَةَ: أَحْسَنَ القِيامَ عليها رَجاءَ فَضِلْها. والتَّنْبِيتُ: أَوَّلُ خُروجِ النَّباتِ. والتَّنْبِيتُ أيضاً: ما نَبَتَ على الأَرْضِ من النَّباتِ، قالَ:
(بَيْداءَ لم يَنْبُتْ بها تَنْبِيتُ ... )
الصفحة 505
554