كتاب المحكم والمحيط الأعظم (اسم الجزء: 9)
(رَمَتْهُ أناةٌ مِن رَبيعَةِ عامر ... نَؤُومُ الضُّحَى في مَأْتَمٍ أَيَّ مَأْتَمِ)
فهذِه لا مَحالَةَ مَقامَةُ فَرَحٍ، وقال أبو عَطاءٍ السِّنْدِيُّ:
(عَشَيَّةَ قامَ النّائِحاتُ وشُقِّقَتْ ... جُيُوبٌ بأَيْدِي مَأْتَمٍ وخُدُودُ)
فهَذا لا مَحالَةَ مَقامُ حُزْنٍ ونَوْحٍ. وخَصَّ بعضُهُم بالمَأْتَمِ الشَّوابَّ من النِّساءِ، وليس كَذلِكِ. وزَعَمَ بعضُهم: أَنَّ المَأْتَمَ: مُشْتَقٌّ من الأَتْمِ في الخُرْزَتَيْنِ، ومِنَ المَرْأَةِ الأَتُومِ. والْتِقاؤُهُما أَنَّ المَأْتَمَ النساءُ يَجْتَمِعْنَ ويَتَقابَلْنَ في الخَيْرِ والشَّرِّ. وما فِي سَيْره أَتَمٌ ويَتَمٌ: أي إِبْطاءٌ. وخَطَبَ فما زالَ عَلَى أَتْمٍ واحِدٍ، بسُكُونِ التّاءِ: أي عَلَى شَيْءٍ واحِدٍ. والأُتُمُ: شَجَرٌ يُشْبِه شَجَرَ الزَّيْتُونِ، يَنْبُتُ بالسَّراةِ في الجِبالِ، وهو عِظامٌ لا يَحْمِلُ، واحِدَتُه أُتَمَةٌ، حكاها أبو حَنِيفَةَ. والأَتْمُ: مَوْضِعٌ. قال النابِغَةُ:
(فأَوْرَدَهُنَّ بَطْنَ الأَتْمِ شُعْثًا ... يَصُنَّ المَشْيَ كالحِدَإِ التُّؤَامِ)
(مقلوبه:)
[? ? ?] أَمَتَ الشَّيْءَ يَأْمِتُه أَمْتًا، وأَمَّتَه: قَدَّرَه وحَزَرَه. وشَيْءٌ مَأْمُوتٌ: مَعْرُوفٌ. والأَمْتُ: الانْخِفاضُ والارْتِفاعُ والاخْتِلافُ في الشيءِ. وأُمِتَ بالشَّرِّ. أُبِنَ بِه، قال كُثَيِّرُ عَزَّةَ:
(يَثُوبُ أُولُو الحاجاتِ منه إِذا بَدَا ... إِلى طَيِّبِ الأَثْوابِ غيرِ مُؤَمَّتِ)
والأَمْتُ: العِوَجُ. قال سِيبَوَيْه: وقالُوا: ((أَمْتٌ في الحَجَر لا فِيكَ)) أي: ليَكُنِ الأَمْتُ في الحِجارَةِ لا فِيكَ، ومَعْناه: أَبقاكَ اللهُ بعدَ فَناءِ الحِجارَةِ، وهي مما يُوصَفُ بالخُلُودِ والبَقاءِ.
الصفحة 517
554