كتاب المحكم والمحيط الأعظم (اسم الجزء: 9)

والوَتَرَةُ: عَقَبَةُ المَتْنِ، وجَمْعُها: وَتَرٌ. ووتَرَةُ اليَدِ ووَتِيرَتُها: ما بَيْنَ الأَصابِعِ. وقالَ اللِّحْيانِيّ: ما بَيْنَ كُلِّ إِصْبَعَيْنِ وَتَرَةٌ، فلم يَخُصَّ اليَدَ دُونَ الرِّجْلِ. والوَتَرَةُ، والوَتِيرَةُ: جُلَيْدَةٌ بينَ السَّبّابَةِ والإِبْهامِ. والوَتَرَةُ: عَصَبَةٌ تَحْتَ اللِّسانِ. والوَتِيرَةُ: حَلْقَةٌ يُتَعَلَّمُ عليها الطَّعْنُ، وقِيلَ: هي حَلْقَةٌ تُحَلَّقُ على طَرَفِ قَناةٍ يُتَعَلَّمُ عليها الرَّمْيُ، تكونُ من وَتَرٍ ومن خَيْطٍ. فأَمَّا قَوْلُ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم:
(حامِى الحَقِيقَةِ ماجِد ... يَسْمُوا إِلَى طَلَبِ الوَتِيرهْ)
فإنَّ ابنَ الأَعْرابيِّ فسَّرَ الوَتِيرَةَ هُنا بأَنَّها الحَلْقَةُ، وهو غَلَطٌ منه؛ إنّما الوَتِيرةُ هنا: الذَّحْلُ، أو الظُّلْمُ في الذَّحْلِ. وقالَ اللِّحْيانِيُّ: الوَتِيرَةُ: التي يُتَعَلَّمُ الطَّعْنُ عليها، ولم يَخُصَّ الحَلْقَةَ. والوَتِيرَةُ: قِطْعَةٌ تَسْتَدِقُّ وتَطَّرِدُ وتَغْلُظُ وتَنْقادُ من الأَرْضِ، قالَ:
(لَقَدْ حَبَّبَتْ نُعْمٌ إِلَيْنا بوَجْهِها ... مَنازِلَ ما بَيْنَ الوَتائِرِ والنَّقْعِ)
ورُبَّما شُبِّهَت القُبُورُ بها. قالَ الهُذَلِيُّ يَصفُ ضَبُعًا نَبَشَتْ قَبْرًا:
(فَذَاحَتْ بالوَتائِرِ ثُمَّ بَدَّتْ ... يَدَيْها عِنْدَ جانِبِها تَهِيلُ)
والوَتِيرَةُ: الأَرْضُ البَيْضاءُ. والوَتِيرَةُ: الوَرْدَةُ الحَمْراءُ، عن كُراع، وقد قِيلَ: البَيْضاءُ. وقالَ أبو حَنِيفَةَ: الوَتِيرُ: نَوْرُ الوَرْدِ واحِدَتُه وَتِيرَةٌ. والوَتِيرَةُ: غُرَّةُ الفَرَسِ إِذا كانَتْ مُسْتَدِيرَةً، قالَ:
(يُبَارِى قُرْحَةً مِثْلَ الْوَتِيرَةِ ... لَمْ تَكُنْ مَغْدَا)

الصفحة 534