كتاب المحكم والمحيط الأعظم (اسم الجزء: 9)

وما أَحْسَنَ أَتْىَ يَدَيِ النّاقَةِ، أي: رَجْعَ يَدَيْها في سَيْرِها. وآتاهُ عَلَى الأَمْرِ: طاوَعَه. وتَأَتَّى له الشَّيْءُ: تَهَيَّأَ. وأتَاه الله: هَيَّأَهُ. ورَجُلٌ أَتِيُّ: نافِذٌ يتَأَتَّى للأُمْورِ.
(التاء والواو والهمزة)
[أت و] أَتَوْتُه أَتْوًا، لُغَةٌ في أَتَيْتُه، قال خالِدُ بنُ زُهَيْرٍ:
(يا قَوْمُ ما لِى وأَبا ذُؤَيْبِ ... )

(كُنْتُ إِذا أَتَوْتُه مِنْ غَيْبِ ... )
والأَتْوُ: الاسْتِقامَةُ في السَّيْرِ والسُّرْعَةُ. وما أَحْسَنَ أَتْوَ يَدَيِ النّاقَةِ: أي رَجْعَ يَدَيْها في سَيْرِها، وقد أَتَتْ أَتْوًا، وقد تَقَدَّمَ في الياءِ. وما زالَ كَلامُه عَلَى أَتْوٍ واحدٍ: أي على طَرِيقةٍ واحِدَةٍ. حَكَى ابنُ الأَعْرابِيِّ: خَطَبَ الأَمِيرُ فما زالَ على أَتْوٍ واحِدٍ. وأَتَوْتُه إِتاوَةً: رَشَوْتُه، كذلك حكاهُ أبو عُبَيْدٍ، جَعَلَ الأتاوَةَ مَصْدَرًا. والإتَاوَةُ: الخَراجُ والرِّشْوَةُ، قال جابِرٌ التَّغْلِبِيُّ:
(ففِي كُلِّ أَسْواقِ العِراقِ إِتاوَةٌ ... وفِي كُلِّ ما باعَ امْرُؤٌ مَكْسُ دِرْهَمِ)
وأَمّا أبو عُبَيْدٍ فأَنْشَدَ هَذَا البَيْتَ عَلَى الإِتَاوَةِ. التي هي المَصْدَرُ، ويُقَوِّيه قولُه: ((مَكْسُ دِرْهَم)) ، لأَنَّه عَطْفُ عَرَضٍ عَلَى عَرَضٍ. وكُلُّ ما أُخِذَ بكُرْهٍ، أو قُسِمَ على قَوْمٍ من الجِبايَةِ، وغيرِها: إِتَاوَةٌ، وخَصَّ بعضُهم بهِ الرِّشْوَةَ عَلَى الماءِ، وجَمْعُها: أُتًى، نادِرٌ، كأَنَّه جَمْعُ أُتْوَةٍ، وقد كُسِّرَ على أَتاوَى. وقولُه:

الصفحة 548