كتاب المحكم والمحيط الأعظم (اسم الجزء: 9)

والتّاءُ: حَرْفُ هِجاءٍ، النَّسَبُ إليه تَيَوِيٌّ. وقَصِيدَةٌ تَيَوِيَّةٌ: رَوِيُّها التاءُ. وقالَ أبو عُبَيْدٍ عن الأَحْمَرِ تاوِيَّةٌ، قال: وكذلك أَخَواتُها. وقولُه:
(بالخَيْرِ خَيْراتٍ وإِنْ شَرّا فا ... )

(ولا أُرِيدُ الشَّرَّ إلاّ أَنْ تَا ... )
قالَ الأَخْفَشُ: وزَعَمَ بعضُهم أَنّه أرادَ التّاءَ والفاءَ فرَخَّمَ، قال: وهذا خَطَأٌ، ألاَ ترى أَنَّكَ لو قُلْتَ: ((رَأَيْتُ زَيْدًا وا)) تُرِيدُ ((وعَمْرًا)) لم يُسْتَدَلَّ أَنَّكَ تُرِيدُ ((وَعَمْرًا)) . وكيفَ يُرِيدُونَ ذلِكَ وهُمْ لا يَعْرِفُونَ الحُرُوفَ؟ قال ابنُ جِنِّي: يَعْنِي أَنَّكَ لو قُلْتَ: ((رأيتُ زَيدًا، وا)) من غيرِ أَنْ تَقُولَ: ((وعَمْراً لَمْ يُعْلَمْ أَنَّكَ تُرِيدُ عَمْرًا دُونَ غَيرِه، فاخْتَصَرَ الأَخْفَشُ الكَلامَ، ثمَّ زاد على هَذَا بأَنْ قالَ: إِنَّ العَرَبَ لا تَعْرِفُ الحُرُوفَ. يَقُولُ الأَخْفَشُ: فإِذا لَمْ تَعْرِفِ الحُروفَ فكَيْفَ تُرَخِّمُ ما لا تَعْرِفُه ولا تَلْفِظُ به؟ وإِنّما لم يَجُزْ تَرْخِيمُ الفاءِ والتاءِ؛ لأنَّهُما ثُلاثِيّانِ ساكِنَا الأوْسَطِ، فلا يُرَخَّمانِ. وأَمّا الفَرّاءُ فيَرَى تَرْخِيمَ الثُّلاثِيِّ إِذا تَحَرَّكَ أَوْسَطُه، نَحْو: حَسَنٍ الأوْسَطِ فلا يُرَخَّمانِ، وأَمّا الفَرّاءُ فيَرَى تَرْخِيمَ الثُّلاثِيِّ إِذا تَحَرَّكَ أَوْسَطُه نَحْو: حَسَنٍ وَجَمَلٍ
(مقلوبه:)
[وت ي] واتَيْتُه على الأَمْرِ مُواتَاةً، ووِتاءً: طاوَعْتُه وقد تَقَدَّم ذلِكَ في الهَمْزِ.
(انتهى الثلاثي اللفيف)

(باب الرباعي)
التاء والذال [ت ذ ر ب] تَذْرَبٌ: مَوْضِعٌ، وإِنَّما قَضَيْنَا بأَنَّ التاءَ أصْلٌ، لأَنَّ سِيبَوَيْهِ قالَ: التاءُ لا تُزادُ أَوّلاً إلاّ بثَبْتٍ. [ت ل م ذ] والتَّلامِيذُ: الخَدَمُ والأَتْباعُ، واحِدُهُم تِلْميذٌ.

الصفحة 551