كتاب المنتخب من مسند عبد بن حميد ت مصطفى العدوي (اسم الجزء: 2)

..............................................................................
__________
سَأَلْتَنِي عَنْ شَيْءٍ مَا سَأَلَنِي عنه أحد من أمتي أو أحد قبلك قال: تلك الرؤيا الصالحة يراها الرجل الصالح أو ترى له".
وللحديث طرق عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عند أحمد "5/ 315 و321" وفي هذا السند مقال.
قال ابن كثير في "تفسيره" "2/ 423" عند تفسير هذه الآية من سورة يونس بعد أن ذكر حديث عبادة بن الصامت بسنده المتقدم: رواه أبو داود الطيالسي عن عمران القطان عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ به ورواه الأوزاعي عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ فذكره، ورواه علي بن المبارك عن يحيى عن أبي سلمة قال: نبئنا عن عبادة بن الصامت سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلم- عن هذه الآية فذكره.
قلت: فلفظ أبي سلمة "نبئنا عن عبادة بن الصامت" تشعر بأن أبا سلمة لم يتلقاه عن عبادة بن الصامت ويتضح هذا الإسناد من تفسير ابن جرير الطبري كذلك عند تفسير هذه الآية.
الثاني: قال الإمام أحمد "6/ 445": ثنا عبد الرزاق قال: أنا سفيان عن الأعمش، عن ذكوان، عن رجل، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي قوله عز وجل: {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} قال: "الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له"، لكن اختلف على أبي صالح "الذي هو ذكوان" في الحديث على وجوه:
1- رواه ابن جرير من طريق عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ عَنْ أَبِي صالح سمعت أبا الدرداء.
2- عن أبي صالح عن رجل عن أبي الدرداء "وقد تقدم بيانه عند أحمد".
3- عن أبي صالح عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ رجل من أهل مصر عن أبي الدرداء أخرجه أحمد "6/ 452".
4- رواه الْأَعْمَشُ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أبي هريرة مرفوعا وذلك عند ابن جرير.
5- رواه أبو حصين عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هريرة نحوه موقوفا، أشار إلى ذلك ابن كثير "2/ 423".
6- حديث الباب أبو صالح عن جابر قال أبو حاتم: في "العلل" هو أبو صالح عن أبي الدرداء.
الثالث: شاهد عند ابن جرير قال: حدثنا أبو كريب، حدثنا أبو بكر، حدثنا هشام عن ابن سيرين، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم: "الرؤيا الحسنة هي البشري يراها المسلم أو ترى له".
وثمة شواهد أخرى عند ابن جرير وأحمد وإن كان فيها ضعف أشار إليها ابن كثير رحمه الله في "تفسيره" "2/ 423".

الصفحة 177