كتاب مختصر المختصر في بيان عقيدة أهل السنة والأثر

المبحث الخامس:
أدلة التسمية بأهل السُّنَّة والجماعة
أما تسمية أهل السُّنَّة والجماعة بهذا الاسم فهي ثابتةٌ بالنصوص الشرعية.
أولًا: من القرآن
قال تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} (¬١).
قال الشيخ السعدي - رحمه الله -: هذه الآية فيها الحثُّ على التمسُّك بحبل الله الذي أوصله إليهم، وجعله السبب بينهم وبينه وهو دينه وكتابه، والاجتماع على ذلك وعدم التفرُّق، وأن يستديموا ذلك إلى الممات (¬٢).
وقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} (¬٣).
قال الشيخ السعدي - رحمه الله -: "دلَّت الآية الكريمة أن الدين يأمر بالاجتماع والائتلاف وينهى عن التفرُّق والاختلاف في أهل الدين وفي سائر مسائله الأصوليَّة والفروعيَّة" (¬٤).
---------------
(¬١) سورة آل عمران، آية ١٠٣.
(¬٢) ينظر: تيسير الكريم الرحمن ١/ ٢٣١.
(¬٣) سورة الأنعام، آية ١٥٩.
(¬٤) تيسير الكريم الرحمن ١/ ٥٢٨.

الصفحة 21