كتاب معجم المفسرين «من صدر الإسلام وحتى العصر الحاضر» (اسم الجزء: 1)

الخطيب: وتواليفه نافعة في أبوابها، حسنة الرصف والمباني (¬1).

ابي بن كعب [... - 30 هـ / ... - 651 م]

ابي بن كعب بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية، من بني النجار، من الخزرج، أبو المنذر:
من فقهاء الصحابة وأقرأهم لكتاب الله، أنصاري. كان قبل إسلامه حبرا من أحبار اليهود، مطلعا على الكتب القديمة، يحسن القراءة والكتابة - على قلة العارفين فيها في عصره -. ولما أسلم كان ممن كتب الوحي لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل زيد بن ثابت ومعه. قال ابن سعد في طبقاته: "أول من كتب لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - مقدمه المدينة أبي بن كعب، وهو أول من كتب في آخر الكتاب: "وكتب فلان .. ". شهد العقبة الثانية وبايع فيها، ثم شهد المشاهد كلها مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأفتى على عهده، ولكنه كان من المقلين في الفتيا. وشهد مع عمر بن الخطاب وقعة الجابية (على مسيرة يوم جنوبي غربي دمشق) وكتب كتاب الصلح لأهل بيت المقدس. عن أنس بن مالك أن رسول الله
¬__________
(¬1) الديباج 90 والوافي 6: 171.
- صلى الله عليه وسلم - دعا أبي فقال: إن الله، تبارك وتعالى، أمرني أن أقرأ عليك، قال: الله سماني لك؟ قال: الله سماك لي. قال: فجعل أبي يبكي ... ". وقال أبي: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يا أبا المنذر أي آية معك في كتاب الله أعظم؟ فقلت: "الله لا إله إلا هو الحي القيوم" (آل عمران: 2) قال: فضرب صدري وقال: ليهنك العلم يا أبا المنذر". في تاريخ وفاته خلاف بين المؤرخين، قيل سنة 19، وقيل سنة 20، وقيل سنة 23، وقيل سنة 30 وقيل سنة 32 هـ، وقيل قبل مقتل عثمان (35 هـ) بجمعة أو شهر، والأرجح أنه مات سنة 30 هـ، بالمدينة، ذلك أن عثمان بن عفان أمره أن يجمع القرآن، فاشترك في جمعه. وله في الصحيحين وغيرهما 164 حديثا. وكان نحيفا قصيرا أبيض الرأس واللحية. ويعد من كبار المفسرين من الصحابة (¬1).
¬__________
(¬1) طبقات ابن سعد 3: 498 وانظر فهرسته، وتهذيب تاريخ ابن عساكر 2: 325 وحلية الأولياء 1: 255 وتهذيب التهذيب 1: 187 وصفة الصفوة 1: 188 وغاية النهاية 1: 31 وأسد الغابة 1: 49 والشذرات 1: 20 و 31 - 32 والاستيعاب 25 ودراسات في التفسير ورجاله 71 والوافي 6: 190 والقرآن والتفسير 91 وتذكرة الحفاظ 16. وسمط اللآلي 494.

الصفحة 25