كتاب معجم المفسرين «من صدر الإسلام وحتى العصر الحاضر» (اسم الجزء: 1)
بها وببغداد، فنبه ذكره في علوم الأدب واللغة، وأحاط بمعارف عصره، فلم يترك موضوعا إجتماعيا أو ثقافيا أو أدبيا إلا كتب فيه، فصور أحوال عصره وحياة أهله زمانه وأخلاقهم وعاداتهم تصويرا يمتزج فيه الجد بالدعابة. وتقرب من الخلفاء والوزراء إلى أن ولي المتوكل العباسي فتنكر للمعتزلة وللقائلين بها فتوارى الجاحظ وعاد إلى البصرة ولازم منزله الذي أصبح مثوى الأدب ومحط رجاله. وفلج في آخر عمره، ومات والكتاب على صدره، قتلته مجلدات من الكتب وقعت عليه. وكان دميما، قبيحا، قصيرا، لقب بالجاحظ لنتوء عينيه وبروزهما. قال الذهبي: "كان من أئمة البدع". وقال ثعلب: "ليس بثقة ولا مأمون" وقال ابن قتيبة في اختلاف الحديث: "ثم نصير إلى الجاحظ وهو أحسنهم للحجة استنارة، وأشدهم تلطفا لتعظيم الصغير حتى يعظم، وتصغير العظيم حتى يصغر، ويكمل الشيء وينقصه، فنجده مرة يحتج للعثمانية على الرافضة، ومرة للزيدية على أهله السنة، ومرة يفضل عليا، ومرة يؤخره، ويقول: "قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كذا.". من
كتبه الكثيرة "نظم القرآن" و "آي القرآن" و "معاني القرآن" و "المسائل في القرآن" (¬1).
عمرو بن عبيد [80 - 144 هـ / 699 - 761 م]
عمرو بن عبيد بن باب، التيمي بالولاء، أبو عثمان البصري:
شيخ المعتزلة في عصره، ومفتيها، من الزهاد المشهورين. ولد في بلخ، وكان جده "باب" قد جلب إليها أسيرا في سبي فارس. وأبوه نساجا ثم شرطيا للحجاج في البصرة. تتلمذ
¬__________
(¬1) طبقات المفسرين 2: 13 وتاريخ بغداد 12: 213 وتذكرة الحفاظ 541 وميزان الاعتدال 3: 247 ولسان الميزان 4: 355 ومعجم الأدباء 16: 74 ووفيات الأعيان 3: 470 ونزهة الألباء 192 وبغية الوعاة 2: 282 وطبقات المعتزلة 67 ومرآة الجنان 2: 156 وروضات الجنات 503 ومروج الذهب 4: 195 وابن كثير 11: 19 واللباب 1: 202 وسرح العيون 136 وأمالي المرتضى 1: 194 وأمراء البيان 311 والجاحظ لفؤاد أفرام البستاني، والجاحظ لشفيق جبري، وأدب الجاحظ للسندوبي، والجاحظ لطاهر الكيالي، والجاحظ لخليل مردم، والأنساب 118 والفرق بين الفرق 160 ومقدمة كتاب التاج بقلم أحمد زكي باشا، والأعلام 5: 239 وهدية العارفين 1: 802 ولمحات في الأدب العربي 127 وتاريخ آداب اللغة العربية 2: 167 ودائرة المعارف للبستاني ومصادر الدراسة الأدبية 1: 137 ومعجم المؤلفين 8: 7.
الصفحة 404
1024