كتاب الممتع في صنعة الشعر
عوي الشاعر مثل عوي الذئب. .
ولآخر:
وموقف مثل حد السيف قمت به ... أحمي الذمار وترميني به الحدق
فما زلقت وما ألفيت ذا خطل ... إذا الرجال على أمثالها زلقوا
وقد عاب عليه من لا بصر له نحو هذا الكلام. ولا جهبذة عنده بانتقاد الألفاظ واستخراج معاني العرب، استخفافا به وتقصيرا بما فيه وجهلا كم عسير كان الشعر فرج يسره، ومعروف كان سبب إسدائه وحياة كان سبب استرجاعها، ورحم كان سبب وصلها، ونار حرب أطفاها وغضب برده، وحقد سله. وغناء أجتلبه. وكم اسم نوه به، ورجل منسي عرف باسمه، وكم شاعر سعى بذمته، فرد حمى بعدما ابيحت، واهلا بعد ما سبيت، وفك من أسارى اكتب أيديها القيد، وعنتها سلاسل القيود. قال عمرو بن معدى كرب:
يدا ما قد بديت إلى حصين ... بأمر غير منبتر اليقين
رددت له مخاضاً تاليات ... نبيلات المحاجر والعيون
وقدماً كنت جارك نصف يوم ... فأبشر أن سهمك في اليمين
فقال بديت عند الرجل يداً صالحة. وأبديت فأنا مبد اتخذت عنده يداً والتاليات: الأواخر، والمخاض: الإبل.
قال أبو عبيدة: قريش البطاح قبائل كعب بن لؤى بنو عبد الدار وعبد العزى بن قصي، وبنو زهرة ابن كلاب، وبنو مخزوم
الصفحة 13
446