كتاب المنار المنيف في الصحيح والضعيف - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)
ذراعًا، فلم يزل الخلق ينقص حتى الآن" (¬١).
وأيضًا: "فإن بين السماء والأرض خمس مئة عام، وسُمكها كذلك" (¬٢).
وإذا كانت الشمس في السماء الرابعة، فبيننا وبينها هذه المسافة العظيمة، فكيف يصل إليها [من طوله] (¬٣) ثلاثة آلاف ذراع حتى يَشوي في عينها الحوت، ولا ريب أن هذا وأمثاله من وَضع زَنادقة أهل الكتاب، الذي قَصدوا السخرية والاستهزاء بالرسل، وأتباعهم.
ومن هذا حديث: "إن قاف جَبل من زَبرجدة خضراء مُحيط بالدنيا كإحاطة الحائط بالبستان، والسماء رافعة (¬٤) أكنافها عليه، فزُرقتها منه" (¬٥).
وهذا وأمثاله مما يَزيد زنادقة الفلاسفة، وأمثالهم كفرًا.
---------------
(¬١) تقدم تخريجه وأنه في الصحيحين، بدون لفظة: "في السماء"، وقد جاءت في حديث آخر في البخاري (٣٣٢٧)، ومسلم (٧٠٧٨) ولفظه: "إن أول زمرة يدخلون الجنة ... على خلق رجل واحد، على صورة أبيهم آدم ستون ذراعًا في السماء".
(¬٢) جاء هذا في حديث رواه أحمد في مسنده (٢/ ٣٧٠)، وانظر: فتح الباري (٦/ ٢١٠).
(¬٣) في الأصل: "طول"، والتصويب من نسخة المعلمي.
(¬٤) في نسخة المعلمي "واضعة".
(¬٥) رواه أبو الشيخ في العظمة (٤/ ١٤٨٩)، والحاكم في المستدرك (٢/ ٤٦٤)، وعزاه السيوطي في الدر المنثور (٦/ ١١٢) لابن أبي حاتم، وابن المنذر، وابن مردويه، وانظر: الأسرار المرفوعة (ص ٤٢٩).