كتاب المنار المنيف في الصحيح والضعيف - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)
الجاهل: إنه كان يَعرف أنه جبريل، فرسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو الصادق في قوله: "والذي نفسي بيده ما جاءني في صورة إلا عرفته غير هذه الصورة" (¬١).
وفي اللفظ الآخر: "ما شُبّه عليّ غير هذه المرّة" (¬٢).
وفي اللفظ الآخر: "رُدوا عليّ الأعرابي، فذهبوا فالتمسوا فلم يجدوا شيئًا" (¬٣).
وإنما علم النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه جبريل بعد مُدّة، كما قال عُمر: فلبثتُ مَليًّا، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "يا عُمر أتدري من السائل؟ " (¬٤).
والمحرّف يقول: عَلمَ وقت السؤال أنه جبريل، ولم يُخبر الصحابة بذلك إلا بعد مُدّة.
ثم نَقول في الحديث: "ما المسؤول عنها بأعلم من السائل" (¬٥) يَعمّ كل سائلٍ ومسؤولٍ، فكل سائلٍ ومسؤولٍ عن الساعة هذا شأنهما.
ولكنّ هؤلاء الغلاة عندهم أن عِلم (¬٦) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مُنطبق على عِلم الله سَواء بسواء، فكل ما يعلمه الله يعلمه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
والله تعالى يقول: {وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ
---------------
(¬١) رواه أحمد في المسند (١/ ٥٣).
(¬٢) رواه ابن خزيمة في صحيحه (١)، ومن طريقه ابن حبان كما في الإحسان وإسناده صحيح.
(¬٣) رواه البخاري (٥٠، ٤٧٧٧)، ومسلم (٩٧).
(¬٤) رواه مسلم (٩٣).
(¬٥) تقدم تخريجه.
(¬٦) في الأصل بعده: "أن"، ولا محل لها.