كتاب منهج الصحابة في دعوة المشركين من غير أهل الكتاب

فعن أنس - رضي الله عنه - أن رجلاً قال: يا نبي الله، كيف يحشر الكافر على وجهه؟ قال: (أليس الذي أمشاه على الرجلين في الدنيا قادراً على أن يمشيه على وجهه يوم القيامة؟ ((¬١).
ولو تأملنا قصة إسلام طلحة بن عبيد الله والتي أوردها ابن أبي حاتم عن محمد بن عثمان المحزمي أن قريشاً قالت: قيضوا لكل رجل من أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - رجلاً يأخذه، فقيضوا لأبي بكر - رضي الله عنه - طلحة بن عبيد الله فأتاه وهو في القوم فقال أبو بكر - رضي الله عنه -: إلام تدعوني؟ قال طلحة: أدعوك إلى عبادة اللات والعزى، قال أبو بكر الصديق: من اللات والعزى؟ قال طلحة: بنات الله، قال أبو بكر: فمن أمهن؟ فسكت طلحة وقال لأصحابه: أجيبوا، فسكتوا، فقال طلحة: قم يا أبا بكر فإني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، فأخذه أبو بكر بيده إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - وقد أسلم.
فلو تأملنا حديث أنس - رضي الله عنه - وقصة إسلام طلحة لوجدنا فيها تشابهاً كبيراً؛ فمخاطبة العقل لدى المدعو وحثه على التفكير أمر مطلوب في الدعوة، وقد قام به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، وذلك لمناقشة عقول المشركين وحتى يستحثوا هذه العقول على التفكر ليخرجوها من الجمود والتحجر إلى النور والحرية الحقة.
---------------
(¬١) صحيح البخاري، كتاب الرقاق، باب الحشر، رقم ٦٥٢٣، ص ١١٣٠.

الصفحة 105