كتاب منهج الصحابة في دعوة المشركين من غير أهل الكتاب
الله، قال تعالى: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ} (¬١). وهي أول ركن من أركان الإسلام وهو: "شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله"، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فمن قال: لا إله إلا الله فقد عصم مني نفسه وماله إلا بحقه وحسابه على الله ((¬٢). وكان الرسول - صلى الله عليه وسلم - يقف على القبيلة فيقول: (يا بني فلان، إني رسول الله إليكم آمركم أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وأن تصدقوني وتمنعوني حتى أنفذ عن الله ما بعثني به ((¬٣).
ويقول الشيخ المجدد محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله - في إحدى رسائله: "فاعلم أن التوحيد الذي دعت إليه الرسل من أولهم إلى آخرهم: إفراد الله بالعبادة كلها ليس فيها حق لملك مقرب ولا نبي مرسل فضلاً عن غيرهم. فمن ذلك لا يدعى إلا إياه" (¬٤)، "والتوحيد: الإيمان بالله وحده لا شريك له" (¬٥)، ولابن أبي العز الحنفي في "شرح العقيدة الطحاوية" قول بليغ في التوحيد يقول: "اعلم أن التوحيد أول دعوة الرسل، وأول منازل الطريق، وأول مقام يقوم فيه السالك إلى الله، والصحيح أن أول واجب يجب على المكلف: شهادة أن لا إله إلا الله، وأول ما يؤمر به العبد الشهادتان، فالتوحيد هو أول ما يدخل في الإسلام، وآخر ما
---------------
(¬١) سورة البقرة، الآية: ١٦٣.
(¬٢) صحيح البخاري، كتاب الجهاد والسير، باب دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الإسلام، رقم ٢٩٤٦، ص ٤٨٧.
(¬٣) المسند، الإمام أحمد، مسند المكيين والمدنيين، مسند ربيعة بن عباد الديلي، رقم ١٦١٢١، ٥/ ٥٠٠.
(¬٤) الرسائل الشخصية، الشيخ محمد بن عبدالوهاب، ص ١٦٦.
(¬٥) لسان العرب، ابن منظور، مادة: وحد، ٣/ ٤٥١.