كتاب منهج الصحابة في دعوة المشركين من غير أهل الكتاب

لم ينتظر هذا الأعرابي الأمر بالدعوة، ولم ينهه النبي - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك، ففي ذلك بيان بأن الدعوة إلى الله واجبة على كل مسلم بقدر استطاعته ومقدرته، وقد وضع الدكتور فضل إلهي بعض التنبيهات لعامة المسلمين عند الدعوة وخصوصاً غير المتخصصين في ذلك وهي كالآتي (¬١):
أ) التنبيه الأول: قيام عامة الناس بالدعوة الخاصة دون غيرها، وهي ما يوجَّه الخطاب فيها إلى شخص واحد أو إلى فئة قليلة من الناس، وليست اجتماعاً بالمعنى المفهوم.
ب) التنبيه الثاني: ضرورة حصر عامة الناس دعوتهم في نطاق الأمور الواضحة.
جـ) التنبيه الثالث: ضرورة بقاء الداعي في دائرة علمه؛ فلا يقول شيئاً إلا هو عالم به.

الفائدة الثانية: أن كل شخص لديه جوانب قوة في حياته يجب عليه توظيفها في مجال الدعوة إلى الله.
المقصود بجوانب القوة لدى الأشخاص هي الجوانب التي لها القدرة على التأثير في المدعوين للحصول على استجابتهم، وتغيير دينهم إلى الدين الإسلامي، ولكل شخص جانب أو أكثر من هذه الجوانب سواء علمه أم لم يعلمه، إلا أن البحث في النفس قد يظهر للداعية أموراً من نفسه يستطيع أن يستخدمها في الدعوة، ويكون لها الأثر الكبير عند المدعو، ولا يختص بالجوانب هذه أشخاص
---------------
(¬١) انظر: ركائز الدعوة إلى الله، فضل إلهي، ص ٤٧ - ٥٠.

الصفحة 423