كتاب منهج الصحابة في دعوة المشركين من غير أهل الكتاب

ومن هذا المنطلق قام صحابة رسول الله - رضي الله عنهم - باتباع سنته، والحرص على الدعوة في حياته، وبعد مماته - صلى الله عليه وسلم -؛ ومما ورد عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - في فضل صحابته، وأنهم خير الناس، حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (خير أمتي القرن الذين بعثت فيهم، ثم الذين يلونهم ... (الحديث (¬١)، وقد أوصى - صلى الله عليه وسلم - باتباع أصحابه - رضي الله عنهم -، واتباع سنتهم، كما ورد في حديث العرباض بن سارية قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، تمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ ((¬٢). ولِما لهؤلاء القوم من فضل وتفضيل على من بعدهم، وأمره - صلى الله عليه وسلم - باتباعهم، فإنه دليل على أن منهجهم هو المنهج الصحيح بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فيؤخذ منهم، ويستفاد من طريقتهم، وخصوصاً في مجال الدعوة؛ لأنهم أول من قام بالدعوة بعد الرسول - صلى الله عليه وسلم - ونشرها بين الناس؛ وذلك ما دعا إلى البحث في منهجهم، وطريقة دعوتهم، وتعاملهم مع من يدعون، فمن هذا يمكن الاستفادة من منهجهم الصحيح، وخبراتهم وتجاربهم الناجحة، خصوصاً في هذا الزمان الذي كثرت فيه الفتن والبدع والانحرافات، والتي شملت كل مجال، ومنها مجال الدعوة إلى الله.
---------------
(¬١) صحيح مسلم، كتاب فضائل الصحابة، باب فضل الصحابة ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم، رقم ٦٤٧٣، ص ١١١٠.
(¬٢) سنن أبي داود، أول كتاب السنة، باب لزوم السنة، رقم ٤٦٠٧، ص ٦٥١. حديث صحيح (الألباني، سلسلة الأحاديث الصحيحة، المجلد السادس، القسم الأول، رقم ٢٧٣٥، ص ٥٢٦).

الصفحة 7