كتاب منظومة المقصور والممدود
وذلك من صنف الحبوب، وقد أتَى ... بجيمٍ مكان الهمز عندهم يجري
وهذا كمالُ النظم فيما قصدته ... على ما شَرَطْنا عند مُبتدأ الأمر
أشَرْنا إلى شرح المعاني وربّما ... نُبين إشاراتِ الكلام عن السرّ
فمن قصد الإنصاف قام بعذرها ... فقد حملت ما زاد عن لفظها النزر
فإن عَثَرَت يوما فقولا لها: لَعاً ... فربّ عثارٍ من كريم أخي خبر
وأسأل ربّ العالمين قبولها ... فما القصد إلا ما يعود من الأجر
وما ليَ من حولٍ ولا لي قوةٌ ... بغير إله الخلق ذي العزّ والقهر
هدانا إلى ما لم نكن قبلُ نهتدي ... علَّمنا ما قد جهلنا من الأمر
فنحمده في ذاك بدأ وآخرا ... ونثني على الهادي وأصحابه الغرِّ
ونهدي لهم أزكى الصلاة مسلما ... لأجعلها يوم القيامة من ذخري
وأُخلص حبّي للنبيّ وآله ... وأتباعه طُرَّا وأصحابه العشر
فهم أوضحوا نهجّ الطرق لسالكٍ ... وهم قذفوا في لُجَّةِ العلم الدُّرِّ
بهم نقتدي في كل حالٍ ونهتدي ... كما يهتدي السارون بالأنجم الزِّهْر
فيا من هو الله المجيبُ لمن دعا ... ويا سامعَ الشكوى ويا كاشف الضُّرِّ
بحقِّهِمُ أحْسِنْ خلاصيَ في غدٍ ... وخَفّف بحسن العفو لي ثقل الوزر
الصفحة 36
42