كتاب المطالع النصرية للمطابع المصرية في الأصول الخطية

الحذف بالبسملة (1)، ولعله تَبع (الدُّرَّة) (2).
نَعَمْ يُشترط لجواز حَذْفها كونه مُعرَّفًا بخلاف المنكَّر ولو مُضافًا مثل "رَحْمَانُ اليمامة"، وقولهم: "يا رَحْمَان الدُّنْيا والآخرة"، فإِنه صفة مشبهة مثل "نَدْمان".
وتُحذف ألف "الحرث" المعرَّف، كقول الحريرى (3): "حَكَى الحرث بنُ هَمَّام" (4)، وكما في قولهم "بلحرث" مِن "بني الحرث بن كَعْب". بخلاف "حَارِث" المنكَّر، فلا تُحذف ألفه مَخافةَ التَّصْحيف بـ "حَرْب" كما وَقَع في "الحارِث" -عَمّه الأكبر عليه السلام- والد أبِي سفيان بن الحرث، فإِنه تُصحَّف في (مَعَاهد التنْصِيص) (5) بأَبى سُفيان بن حَرْب الأُمَوى (6).
وتحذف من "السَّلام" إِذا كان مُعرفًا أيضًا كـ "عبد السلم". وكذا "السلم عَليْكم" آخر المكتوب في الرسائل دون المكتوب في صدر المخاطبة، فإِنه يكون
__________
(1) فيض القدير شرح الجامع الصغير (ويعرف بالشرح الكبير) جـ1 ص5. قال مؤلفه: "قال صاحب (القاموس): إِنما حذفت الألف من لفظ (رحمن) تخفيفًا.". وراجع ترجمة المناوى ص 63.
(2) درة الغواص للحريرى ص 271. وقد علل الحريرى حذف الألف في البسملة فقط بقوله: "لأن الألف إِنما حُذفت منه إِذا كتب في فواتح السور وأوائل الكتب، لكثرة استعماله في كل ما يُبدأ به ويُشرع فيه".
(3) تقدمت ترجمته ص 32.
(4) درة الغواص -ص 270 (المقامة السابعة والعشرون- الوبرية). وأشار الحريرى في (الدرة) ص 274 أن (الحارث) تكتب بحذف الألف مع لام التعريف، وبإِثباتها عند التنكير لئلا يشتبه بـ (حرث).
(5) معاهد التنصيص في شرح شواهد التلخيص للعباسى: عبد الرحيم بن عبد الرحمن بن أحمد، أبو الفتح المتوفى سنة 913 هـ، وهو من علماء الأدب والمشتغلين بالحديث (له ترجمة في الكواكب السائرة جـ2 ص 161 - 165).
(6) تقدمت ترجمته ص 50.

الصفحة 363