كتاب نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم (اسم الجزء: 2-11)
ولعلّ بعضكم أن يكون ألحن «1» بحجّته من بعض فأقضي له على نحو ممّا أسمع منه فمن قطعت له من حقّ أخيه شيئا فلا يأخذه. فإنّما أقطع له به قطعة من النّار «2» » ) * «3» .
12-* (عن ابن عمر- رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «أيّما امرىء قال لأخيه:
يا كافر. فقد باء بها «4» أحدهما إن كان كما قال. وإلّا رجعت عليه» ) * «5» .
13-* (عن أبي ذرّ- رضي الله عنه- قال:
قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «تبسّمك في وجه أخيك لك صدقة، وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة، وإرشادك الرّجل في أرض الضّلال لك صدقة، وبصرك للرّجل الرّديء البصر لك صدقة، وإماطتك الحجر والشّوكة والعظم عن الطّريق لك صدقة، وإفراغك من دلوك في دلو أخيك لك صدقة» ) * «6» .
14-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «تفتح أبواب الجنّة يوم الاثنين، ويوم الخميس. فيغفر لكلّ عبد لا يشرك بالله شيئا.
إلّا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناء. فيقال: أنظروا هذين حتّى يصطلحا. أنظروا هذين حتّى يصطلحا.
أنظروا هذين حتّى يصطلحا» ) * «7» .
15-* (عن أنس بن مالك- رضي الله عنه- قال: كان أبو ذرّ يحدّث؛ أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «فرج سقف بيتي وأنا بمكّة. فنزل جبريل صلّى الله عليه وسلّم ففرج صدري. ثمّ غسله من ماء زمزم ثمّ جاء بطست «8» من ذهب ممتلىء حكمة وإيمانا. فأفرغها في صدري، ثمّ أطبقه، ثمّ أخذ بيدي فعرج بي إلى السّماء، فلمّا جئنا السّماء الدّنيا قال جبريل- عليه السّلام- لخازن السّماء الدّنيا: افتح، قال: من هذا؟
قال: هذا جبريل، قال: هل معك أحد؟ قال: نعم.
معي محمّد صلّى الله عليه وسلّم، قال: فأرسل إليه؟ قال: نعم.
ففتح. قال، فلمّا علونا السّماء الدّنيا فإذا رجل عن يمينه أسودة «9» وعن يساره أسودة. قال: فإذا نظر قبل يمينه ضحك، وإذا نظر قبل شماله بكى. قال فقال: مرحبا بالنّبيّ الصّالح والابن الصّالح. قال قلت: يا جبريل، من هذا؟ قال: هذا آدم صلّى الله عليه وسلّم. وهذه الأسودة عن يمينه وعن شماله نسم بنيه «10» ، فأهل اليمين أهل الجنّة. والأسودة الّتي عن شماله أهل النّار. فإذا نظر قبل يمينه ضحك، وإذا نظر قبل
__________
(1) ألحن: أبلغ وأعلم بالحجة.
(2) فإنّما أقطع له به قطعة من النار: أي إن قضيت له بظاهر يخالف الباطن فهو حرام يؤول به إلى النار.
(3) البخاري- الفتح 5 (2680) ، مسلم (1713) واللفظ له.
(4) باء بها: التزمها ورجع بها.
(5) البخاري- الفتح 11 (6104) ، مسلم (60) واللفظ له.
(6) الترمذي (1956) واللفظ له وقال: هذا حديث حسن غريب، وقال محقق جامع الأصول (9/ 561) : وهو حديث حسن.
(7) مسلم (2565) .
(8) الطست: بفتح الطاء وكسرها إناء معروف للغسل.
(9) أسودة: جمع سواد. كقذال وأقذلة، وسنام وأسنمة وزمان وأزمنة. وتجمع الأسودة على أساود، قال أهل اللغة: السواد الشخص. وقيل: السواد الجماعات.
(10) نسم بنيه: نسم جمع نسمة وهي نفس الإنسان والمراد أرواح بني آدم.
الصفحة 101
5730