كتاب نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم (اسم الجزء: 2-11)

شماله بكى. قال: ثمّ عرج بي جبريل حتّى أتى السّماء الثّانية، فقال لخازنها: افتح. قال: فقال له خازنها مثل ما قال خازن السّماء الدّنيا، ففتح. فقال أنس بن مالك: فذكر أنّه وجد في السّماوات آدم وإدريس وعيسى وموسى وإبراهيم، صلوات الله عليهم أجمعين. ولم يثبت كيف منازلهم، غير أنّه ذكر أنّه قد وجد آدم- عليه السّلام- في السّماء الدّنيا. وإبراهيم في السّماء السّادسة، قال: فلمّا مرّ جبريل ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم بإدريس صلوات الله عليه قال: مرحبا بالنّبيّ الصّالح والأخ الصّالح، قال: ثمّ مرّ فقلت: من هذا؟
فقال: هذا إدريس. قال: ثمّ مررت بموسى- عليه السّلام- فقال: مرحبا بالنّبيّ الصّالح والأخ الصّالح. قال قلت: من هذا؟. قال: هذا موسى. قال:
ثمّ مررت بعيسى، فقال: مرحبا بالنّبيّ الصّالح والأخ الصّالح. قلت: من هذا؟ قال: هذا عيسى ابن مريم، قال: ثمّ مررت بإبراهيم- عليه السّلام- فقال:
مرحبا بالنّبيّ الصّالح والابن الصّالح، قال:
قلت: من هذا؟ قال: هذا إبراهيم ... الحديث» ) * «1» .
16-* (عن صفوان (وهو ابن عبد الله بن صفوان) وكانت تحته الدّرداء. قال: قدمت الشّام.
فأتيت أبا الدّرداء في منزله فلم أجده. ووجدت أمّ الدّرداء. فقالت: أتريد الحجّ العام؟ فقلت: نعم.
قالت: فادع الله لنا بخير. فإنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان يقول: «دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة، عند رأسه ملك موكّل، كلّما دعا لأخيه بخير، قال الملك الموكّل به: آمين ولك بمثل» ) * «2» .
17-* (عن أنس- رضي الله عنه- قال:
قدم عبد الرّحمن بن عوف فآخى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بينه وبين سعد بن الرّبيع الأنصاريّ، فعرض عليه أن يناصفه أهله وماله، فقال عبد الرّحمن: بارك الله لك في أهلك ومالك، دلّني على السّوق. فربح شيئا من أقط وسمن، فرآه النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بعد أيّام وعليه وضر من صفرة «3» ، فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «مهيم يا عبد الرّحمن «4» ؟» قال: يا رسول الله، تزوّجت امرأة من الأنصار قال:
«فما سقت فيها؟» فقال: وزن نواة من ذهب، فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «أولم ولو بشاة» ) * «5» .
18-* (عن أنس بن مالك- رضي الله عنه- قال: «كان أخوان على عهد النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فكان أحدهما يأتي النّبيّ والآخر يحترف «6» فشكى المحترف أخاه إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقال: لعلّك ترزق به» ) * «7» .
19-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «كان رجلان في
__________
(1) البخاري- الفتح 1 (349) ، مسلم (163) واللفظ له.
(2) مسلم (2733) .
(3) وضر من صفرة: الوضر: الأثر من الصفرة والحمرة والطيب.
(4) مهيم: كلمة يمانية معناها ما أمرك؟ وهي كلمة يستفهم بها والمعنى أن الرسول صلّى الله عليه وسلّم رأى به لطخا من طيب له لون فقال له: «ما حالك؟ وما شأنك؟ فأخبره أنه تزوج وذلك من فعل العروس إذا دخل على زوجته.
(5) البخاري- الفتح 7 (3937) واللفظ له، ومسلم (1437) ، وهو من رواية عبد الرحمن بن عوف- رضي الله عنه- أيضا عند البخاري- الفتح 4 (2048) .
(6) يحترف: أي يكتسب من ههنا وههنا.
(7) الترمذي (2345) وقال: هذا حديث حسن صحيح.

الصفحة 102