كتاب نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم (اسم الجزء: 2-11)
أما إنّي قد علمت من أين أتيت «1» . هذا أدّبته أمّه، وأنت أدّبتك أمّك. قال فغضب القاسم وأضبّ «2» عليها. فلمّا رأى مائدة عائشة قد أتي بها قام. قالت:
أين؟ قال: أصلّي. قالت: اجلس قال: إنّى أصلّي.
قالت: اجلس غدر «3» إنّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «لا صلاة بحضرة الطّعام، ولا هو يدافعه الأخبثان «4» » ) * «5» .
45-* (عن عقبة بن عامر- رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «من كان له ثلاث بنات، فصبر عليهنّ وأطعمهنّ وسقاهنّ وكساهنّ من جدته كنّ له حجابا من النّار يوم القيامة» ) * «6» .
المثل التطبيقي من حياة النبي صلّى الله عليه وسلّم في (الأدب)
46-* (عن سهل بن سعد- رضي الله عنه- «أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أتي بشراب فشرب منه- وعن يمينه غلام وعن يساره الأشياخ- فقال للغلام:
«أتأذن لي أن أعطي هؤلاء؟» فقال الغلام: والله يا رسول الله لا أوثر بنصيبي منك أحدا. قال: فتلّه»
رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في يده) * «8» .
47-* (عن أنس بن مالك- رضي الله عنه- قال: «إن كانت الأمة لتأخذ بيد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم والعبد، ويجيب إذا دعي» .
(وفي رواية) قال: «كانت الأمة من إماء المدينة لتأخذ بيد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فتنطلق به حيث شاءت» ) * «9» .
48-* (عن أبي فراس قال: خطبنا عمر ابن الخطّاب- رضي الله عنه- قال: «إنّي لم أبعث عمّالي ليضربوا أبشاركم «10» ، ولا ليأخذوا أموالكم، فمن فعل به ذلك فليرفعه إليّ أقصّه منه» قال عمرو بن العاص:
«لو أنّ رجلا أدّب بعض رعيّته أتقصّه منه «11» ؟» . قال:
«إي «12» والّذي نفسي بيده أقصّه، وقد رأيت رسول
__________
(1) من أين أتيت: أي حدث لك هذا.
(2) أضب: أي حقد. والمعنى: كره مقولتها فيه.
(3) اجلس غدر: الغدر ترك الوفاء، ويقال لمن غدر: غادر وغدر. وقولها غدر: منادى بحرف نداء محذوف والتقدير: اجلس يا غدر وهي بذلك لا تسبه، وإنما تتبسط معه في الحديث لتزيل من نفسه ما علق بها.
(4) الأخبثان: البول والغائط.
(5) مسلم (560) .
(6) ابن ماجه (3669) ، واللفظ له، والبخاري في الأدب المفرد (1/ 159) حديث رقم (76) ، وهو بمعناه في الصحيحين.
(7) فتلّه في يده: أي ألقاه في يده، والتّل: الصّبّ، فاستعاره للإلقاء. (انظر النهاية 1/ 195) .
(8) البخاري- الفتح 10 (5620) واللفظ له مسلم (2030) .
(9) البخاري- الفتح 10 (6072) .
(10) البشرة: هي ظاهر الجلد، ويجمع على أبشار.
(11) أي إذا كان التأديب بغير حق فإني آخذ له بالقصاص منه.
(12) قوله: إي ... إلخ معناه: نعم والذي نفسي ... إلخ.