كتاب نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم (اسم الجزء: 2-11)
الأحاديث الواردة في (الاتباع)
1-* (عن عمر بن الخطّاب- رضي الله عنه- أنّه أتى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بكتاب أصابه من بعض أهل الكتاب فقرأه «1» النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فغضب فقال: «أمتهوّكون «2» فيها يابن الخطّاب؟ والّذي نفسي بيده لقد جئتكم بها بيضاء نقيّة، لا تسألوهم عن شيء فيخبروكم بحقّ فتكذّبوا به أو بباطل فتصدّقوا به، والّذي نفسي بيده لو أنّ موسى صلّى الله عليه وسلّم كان حيّا ما وسعه إلّا أن يتبعني» ) * «3» .
2-* (عن أبي موسى الأشعريّ- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ مثلي ومثل ما بعثني الله به كمثل رجل أتى قومه فقال: يا قوم، إنّي رأيت الجيش بعينيّ. وإنّي أنا النّذير العريان «4» ، فالنّجاء «5» ، فأطاعه طائفة من قومه فأدلجوا «6» فانطلقوا على مهلتهم (وفي البخاريّ على مهلهم) وكذّبت طائفة منهم فأصبحوا مكانهم فصبّحهم الجيش فأهلكهم واجتاحهم «7» . فذلك مثل من أطاعني واتّبع ما جئت به. ومثل من عصاني وكذّب ما جئت به من الحقّ» ) * «8» .
3-* (عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه- قال: خطّ لنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم خطّا، ثمّ قال:
«هذا سبيل الله» ثمّ خطّ خطوطا عن يمينه وعن شماله، ثمّ قال: «هذه سبل» قال يزيد: متفرّقة على كلّ سبيل منها شيطان يدعو إليه، ثمّ قرأ: وَأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ» ) * «9» .
4-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال:
قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «من دعا إلى هدى، كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا. ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا» ) * «10» .
5-* (عن أبي رافع- رضي الله عنه- أنّه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «لا ألفينّ أحدكم متّكئا على أريكته يأتيه الأمر من أمري ممّا أمرت به أو نهيت
__________
(1) قوله: فقرأه: أي قرىء عليه.
(2) متهوّكون: التهوّك هو التحيّر، وقيل: هو الوقوع في الشيء بقلة مبالاة.
(3) أحمد (3/ 387) ، السنة لابن أبي عاصم (27) ، وقال الألباني: حسن، المشكاة (1/ 63) . وعزاه للدارمي، وذكره في الإرواء وذكر له شواهد كثيرة (6/ 3834) .
(4) أنا النذير العريان: أصله أن الرجل إذا أراد إنذار قومه وإعلامهم بما يوجب المخافة نزع ثوبه وأشار به إليهم إذا كان بعيدا منهم ليخبرهم بما دهمهم، وأكثر ما يفعل هذا طليعة القوم ورقيبهم.
(5) النجاء: اطلبوا النجاة.
(6) فأدلجوا: ساروا من أول الليل.
(7) اجتاحهم: استأصلهم.
(8) البخاري- الفتح 11 (6482) ، ومسلم (2283) واللفظ له.
(9) أحمد (1/ 435) واللفظ له، الحاكم (2/ 318) وقال: صحيح الإسناد ووافقه الذهبي، السنة لابن أبي عاصم (13) ، وقال الألباني (مخرجه) : إسناده حسن، والحديث صحيح.
(10) مسلم (2674) .
الصفحة 22
5730